د. أحمد محمد الألمعي
احتفلنا الأسبوع الماضي بيوم الطبيب، وهو يوم مستحق لإظهار أهمية هذه الفئة من المهنيين في مجتمعنا والذين ظهرت أهميتهم بشكل جلي منذ بداية جائحة الكورونا.
وقد أثبت بشكل واضح الأطباء وكل العاملين في القطاع الصحي في المملكة العربية السعودية بما لا يدع مجالاً للشك كفاءتهم وتفانيهم، ولا أدل على ذلك من نتائج إصابات الكورونا وهي الأقل نسبيًا في العالم مقارنة بكثير من الدول المتقدمة. وقد تحقق ذلك بدعم وتشجيع من قيادتنا الرشيدة التي لا تألو جهدًا ومالاً في توفير الرعاية الصحية لكل من يسكن على هذه الأرض الطيبة من مواطنين ومقيمين، فقد تم توفير الفحوص واللقاحات وعلاج كل ما يتعلق بفيروس الكورونا مجانًا للجميع، ولا يتوفر ذلك بأي دولة أخرى بالعالم.
ما قصة يوم الطبيب وكيف بدأت؟
في الولايات المتحدة الأمريكية، 30 مارس هو يوم الأطباء، وهو احتفال سنوي يهدف إلى تقدير الأطباء الذين يساعدون في إنقاذ حياتنا في كل مكان. اعتقدت يودورا براون ألموند، زوجة طبيب في جورجيا، أن زوجها والأطباء الآخرين يستحقون المزيد من التقدير لعملهم الشاق، وشرعوا في جعل هذه الفكرة حقيقة واقعة. وقد تم الاحتفال بيوم الأطباء لأول مرة في 30 مارس 1933، بالضبط بعد 91 عامًا من اكتشاف الدكتور لونغ استخدام الأيثر في التخدير في العمليات الجراحية.
أرسلت ألموند بطاقات المعايدة بالبريد لجميع الأطباء المحليين وزوجاتهم، ووضعت الزهور على قبور الأطباء المتوفين. حتى أن بعض زوجات الأطباء المحليين الآخرين ساعدوا ألموند في إعداد مأدبة غداء احتفالية حتى يمكن تقدير عمل أزواجهن في مجال الرعاية الصحية علنًا. وكانت الزهور من القرنفل الأحمر، والتي أصبحت فيما بعد الزهرة النموذجية لهذه العطلة الوطنية.
استمر تقليد تقديم بطاقات المعايدة للأطباء، على مر السنين ولا تزال تلك طريقة شائعة للاحتفال بهذا اليوم، ولا يزال القرنفل الأحمر يستخدم بشكل شائع للتعبير بقول «شكرًا» للأطباء على عملهم في الطب. وقد استمر الاحتفال بيوم الأطباء بشكل غير رسمي لسنوات عديدة قبل أن يصبح عطلة قانونية في 30 مارس 1958، فقد تبنى مجلس النواب الأمريكي قرارًا لإحياء ذكرى يوم الأطباء في ذلك التاريخ.
نواصل اليوم الاحتفال بالتطورات الطبية، ونشكر جميع الأطباء في كل مكان الذين أمضوا السنوات الطويلة والكثير من الوقت والجهد في إتقان مجال خبرتهم وتقديم الرعاية الصحية للمرضى.
وتحتفل البلدان بأطبائها في أيام مختلفة، وغالبًا ما يتم التعرف على طبيب بارز من تلك الدولة، ويتم الاحتفال بإنجاز أو اكتشاف معين ينسب لذلك الطبيب. فمثلاً تحتفل إسبانيا وكوبا والأرجنتين في 3 ديسمبر لإحياء ذكرى عيد ميلاد الدكتور كارلوس خوان فينلي، الذي اشتهر باكتشافه بأن البعوض هو سبب الحمى الصفراء. وتحتفل الهند في الأول من يوليو بعيد ميلاد الدكتور بي سي روي، الذي توفي في ذلك التاريخ.
الأمم تحتفل بأطبائها وعلمائها الذين يصنعون لها الإنجازات ويستحقون أن تكتب أسمائهم في التاريخ.