سلطان بن محمد المالك
القطاع المصرفي والبنكي في السعودية شهد على مر السنوات العديد من الاندماجات والاستحواذات بين البنوك. ففي عام 1996 م اندمج بنك القاهرة السعودي مع البنك السعودي التجاري المتحد تحت اسم البنك السعودي المتحد، وبعد سنتين من ذلك استحوذ البنك السعودي الأمريكي الذي تغير مسماه لاحقاً إلى مجموعة سامبا المالية على البنك السعودي المتحد وبقي اسم سامبا وشعاره.
استمرت الاندماجات بين البنوك السعودية فالبنك السعودي الهولندي غير اسمه إلى البنك الأول وبعدها اندمج مع بنك ساب، ومؤخرًا أعلن عن اندماح البنك الأهلي الوطني مع مجموعة سامبا المالية.
الملاحظ في الاندماجات والاستحواذات كافة في القطاع المصرفي أن العمليات المالية والإجراءات القانونية تتم بسلاسة بين الأطراف المندمجة حسب اتفاقيات تتم بين الأطراف، ولكن نلحظ أن هناك معضلة رئيسية تظهر بينهم، هي فيما يخص الشعار الجديد للمصرف بعد الاستحواذ أو الاندماج. ففي وضع الاستحواذ تكون العملية شبه واضحة حيث يحافظ البنك المستحوذ على شعاره كما حدث في استحواذ المتحد على القاهرة والأمريكي على المتحد. ولكن في الاندماجات تظهر المشكلة، أي شعار من شعارَي البنكين يبقى؟ فمثلاً اندماج الأول مع ساب تم، ولكن بقي الشعار لكلا البنكين. ونتوقع أن يبقى شعار ساب مستقبلاً ويلغى شعار الأول.
التجربة الأخيرة في الاندماج بين الأهلي وسامبا تكرر فيها نفس الأمر فالاسم تغير إلى البنك الأهلي السعودي وبقي الشعار حتى هذه اللحظة لكلا البنكين، حتى أن البيان الصحفي الخاص باندماج البنكين ظهر بكلا الشعارين مع الاسم الجديد. والمؤكد أنه لا يمكن أن يستمر بنك باسم واحد وشعارين مختلفين. ومن وجهة نظر شخصية أرى أنه من المهم عند التفاوض والنقاش بين الأطراف أن يتم وضع اختيار واحد من ضمن أولويات العمل قبل الإعلان عن الاندماج.