عثمان بن حمد أباالخيل
مسلسلات وبرامج ومسابقات.. قائمة طويلة تقوم بعرضها مرات كثيرة وتعيدها في كل الأوقات معظم القنوات الفضائية العربية لجذب أنظار المشاهدين والمشاهدات، ناسين وربما متناسين ما يمر به العالم خصوصًا دولنا العربية وفي معظم البيوت من ماسي جائحة كورنا. لمن لا يعرف حجم الجلل يزيد عدد الوفيات في الدول العربية إلى أكثر من سبعين ألف إنسان لتاريخه، والأعداد في تزايد. أي سباق هذا في اجتذاب المشاهدين والمشاهدات، لماذا تنسى بعض القنوات وتصر على عدم مراعاة مشاعر أهالي موتى الجائحة، هل الفجوة بين المشاعر الإنسانية والقنوات الفضائية إلى هذه الدرجة كبيرة ومعها لا يمكن ردمها.
أتفهم أن هناك الملايين من مختلف العملات التي صرفت لإنتاج المسلسلات والبرامج خصوصًا في دول الخليج العربي، لكني أتفهم أن هناك آلاف الموتى -الله يرحمهم- وعلينا مراعاة مشاعر ذويهم الإنسانية. ألا يكفي لا غُسل ولا نظرة وداع في بعض الدول لموتى كورونا. لست ضد المسلسلات الهادفة البناءة، ولست ضد القنوات الفضائية، لكنني أومن أن التوقيت غير مناسب لعرضها في هذا الشهر خصوصًا مع جائحة كورنا ورائحة الموتى، موتي كورنا. احترامًا لهذا الشهر الكريم ووقوفًا إلى جانب آلاف الأسر التي فقدت إنساناً عزيزًا عليها من يبادر من القنوات الفضائية الخاصة والحكومية في تأجيل ما ينوي غرضه في هذا الشهر الكريم واستبداله ببرامج توعية لجائحة كورنا.
كورونا وضع القنوات الفضائية في قبول التحدي في تأجيل عرضها لمسلسلات شهر رمضان فمن يفوز بالتحدي؟ أتمنى أن أكون مخطئًا، لا توجد قناة فضائية تقبل الدخول في التحدي وإيقاف ما تنوي عرضه، إنها الفجوة الإنسانية بين القناة والمشاهدين والتي لا يشعر بها إلا أولئك الذين فقدوا أعزاء وعزيزات لهم. ربما هناك من يقول: اقفل جهازك ولا تتابع المسلسلات على اختلاف مسمياتها، لا وألف لا، إنه الحس الاجتماعي وليس الحس الفردي، نحن في مجتمع متجانس متطابق يشعر بمشاعر الآخرين ويمسح دموع الأمهات والآباء لفقدهم عزيزًا عليهم. لست أدري كيف أن المنتجين والمخرجين عملوا وأنتجوا ومثلوا في أجزاء جائحة كورونا، هل عدم اكتراث هذه الشركات بالعاملين معها واهتمامها بالمكسب المالي على حساب الإنسان أم تناسي أن هناك جائحة كورونا! من يخبرني؟.
تأجيل عرض المسلسلات في شهر رمضان تضامنًا مع موتي ومصابي جائحة كورنا بادرة تسجل في التاريخ ويُشكر عليها تلك القنوات، فلا تخيبوا آمال أهالي آلاف العوائل على خارطة الدول العربية. نحن بحاجة لنظهر لدول العالم وقوفنا ومساندة ومراعاة تلك المشاعر الحزينة. القلب الذي لديه إحساس بمشاعر الآخرين هو القلب الذي يراعيها. هذا ليس تحاملاً على القنوات الفضائية لكنها دعوة إنسانية للوقوف تضامنًا مع الدموع والحزن للناس المكلومين.