د.عبدالعزيز العمر
إذا كنا بصدد تنظيف درج (سلم) فمن المنطق البدء من أعلى الدرج نزولاً. أما إذا كنا بصدد تنظيف (إصلاح) تعليم فيجب البدء من الدرجة الأولى (المراحل المبكرة من التعليم).
إن كثيراً من الضعف المهاري المعرفي الذي يتفشى اليوم بين طلابنا هو في الواقع نتاج تراكم سنوات من الضعف والهزال التعليمي كان يجره طلابنا معهم في أثناء صعودهم السلم التعليمي. من الخطأ البيّن أن نذهب إلى قمة السلم التعليمي لنشرع في إصلاح ما فسد في تعليمنا، متجاهلين الضعف الذي ينخر في المراحل المبكرة من التعليم (الصفوف الأولية).
قبل عدة عقود وفي أثناء مناقشتي لرسالة الدكتوراه سألني أحد أعضاء اللجنة مندهشاً: هل يعقل أن يكون لديكم تعليم يحظى بهذا الدعم المالي ولا يوجد لديكم مرحلة رياض أطفال تديرها وزارة التعليم؟ مرت السنون أنجزت وزارة التعليم خلالها خطوة تعليمية كبيرة عندما افتتحت العديد من رياض الأطفال وعملت على تطوير برامجها بالتنسيق مع الجامعات، وبموازاة هذا التقدم النوعي أصبحت الجامعات السعودية تخرج معلمات متخصصات في رياض الأطفال. متفاءل أن أثر ذلك الإصلاح التعليمي سيظهر أثره على الأجيال القادمة من خريجي التعليم.