رقية سليمان الهويريني
عبر مكالمة لطيفة وردتني من أمين منطقة الرياض الأمير فيصل بن عبد العزيز آل مقرن علق فيها على مقالين سابقين عن مدينة الرياض أحدهما (شوارع الرياض لا تليق بمكانتها). فقد أبدى سمو الأمير تفاعله حول ما ورد فيهما بما يتواءم مع رؤية المملكة، ويحقق جودة الحياة.
أسهب الأمين عن الصعوبات التي تواجه الأمانة بحكم اتساع مساحة الرياض وترامي أطرافها وكثرة الخدمات المطلوبة والجهود المبذولة والتنوع السكاني فيها.
تفهمت كل ما أشار إليه سمو الأمير، ومع تقديري لمنصبه ومكانته تحدثت معه بدون مجاملة حول نشر الوعي «الحازم» وليس «الناعم» كما تعاملت معه الإدارات السابقة التي تسنمت مسؤوليات الأمانة.
وألححت عليه بضرورة فرض غرامات على كل مستهتر برمي النفايات بغير أماكنها وبالذات بقايا الأطعمة بحجة تقديرها من خلال إطعام الطيور والقطط وتلويث الأرصفة والشوارع بالدهون والروائح المنتنة.
تحدث سمو الأمير عن إقرار «الشراكة المجتمعية» وهو توجه حكومي عالي المستوى يدفع باتجاه الحضور الاجتماعي كشريك فاعل مع الحكومة بهدف الرفع من المستوى البيئي، وزيادة الوعي حول المحافظة على درجة النظافة وجودة الهواء ومنع التلوث وهو آفة المدن الكبرى بسبب كثرة السكان والطرق غير السليمة للتخلص من النفايات ! وتمنيت عليه دخول فئات مختلفة من النسيج الاجتماعي وحتى المسنين والأطفال مع تلك الشراكة المباركة ليكون هاجس الجميع وهدفهم نحو الوصول ببلدنا ليكون راقيًا وحضاريًا بما تعنيه كلمة الحضارة المرتبطة بجودة الحياة بمعناها الشامل.
ومع سلاسة الحديث حول هم مشترك بين مواطنة تعشق مدينتها وبين مسؤول أوكلت له مهمة ثقيلة، توصلنا لقناعة تامة أن ما يواجهه الأمين ليست صعوبات عسيرة بقدر ماهي تحديات لذيذة تُحدث حالة من الشغف بكل إنجاز يتم إحرازه مما يجعل العمل متعة لا تنتهي إلا ببداية مشروع جديد.
والرياض وهي تشكل درة المدن العربية حاليا؛ فإن طموحات القيادة تتعدى ذلك، لتكون أيقونة الجمال والنماء والازدهار لأفضل عواصم العالم.
وما نشهده من تطور في هذه المدينة الخلابة؛ يجعل المواطن يحلم أن تكون الرياض مدينة الراحة والسكون كما هي مكان العمل والصخب.