مررنا على الدُّنيا كما مرَّ أسلافُ
كأنّا خيالٌ مرَّ فيها وأطيافُ
نكابدُها في صبحِنا ومسائِنا
لنا روحةٌ فيها ونأيٌ وإيلافُ
لنا غايةٌ في كل سطرٍ نخطُّهُ
وفي كل خطوٍ قد خطوناه أهدافُ
تمرُّ بنا الأيامُ وهي مدارسٌ
تعلمنا أن الخلائق أصنافُ
فرغم انتهاءِ الرقِّ في كل بلدةٍ
فما زالَ في الدُّنيا عبيدٌ وأشرافُ
وما زالَ في الدنيا عناءٌ وفاقةٌ
وما زالَ في الدُّنيا غرورٌ وإسرافُ
وما زال في الدُّنيا صراعٌ وفتنةٌ
وما زال في الدُّنيا خصومٌ وأحلافُ
وبعضٌ أمانيه الكرامةُ والتقى
وبعض أمانيه نقودٌ و(أعلافُ)
ترى بعضَ من لم يدخلِ العلمَ دُورَهم
يسيِّرُهم عقلٌ رشيدٌ وأعرافُ
ترى من غزا الأوطانَ شرقاً ومغرباً
لهم في زوايا الأرضِ بغيٌ وإرجافُ
إذا لم يكن هديٌ من الله للورى
فلن يحكم الدنيا ضميرٌ وإنصافُ.
** **
- د.عبدالرزاق بن حمود الزهراني