لم يكنْ ما دار في حُسبانِهِ
فالتمِسْ أمسًا إلى غُفرانهِ
أنتَ تدري عن مدى إخلاصهِ
إنما ما كان في إمكانهِ..
بين ما لا تشتهي أوراقُهُ..
واحتياج الماء.. في أغصانهِ
عاهدَ الأزهار أنْ لا يرتوي
بانسكابٍ ليس من فتّانهِ
ذنبهُ الإيجازُ في إثمالِهِ..
ذنبكَ الإسهابُ.. في إدمانهِ
في هطولٍ فاض عن مُعتادِهِ
واحتمالٍ.. زاد عن ميزانهِ..
كلما أقصاهُ خدشٌ طارئٌ..
خانه التعبيرُ.. عن هُجرانهِ
****
لو رأيتَ الغيمَ في أنفاسهِ
ما ظلمتَ التوتَ في اطمئنانهِ
كبرياء الجوع في إظهارهِ
لاكتفاء الريّ في بستانهِ
نلتَ إبريقًا ثمينًا إنّما
أثمنُ الـ ما كانَ في إذعانهِ
إذْ قضى الأمسَ تقيًّا ناسكًا
صائمًا للدهر في إيوانهِ
أو فقُلْ: صاغ اكتفاءً خاملًا
غافلا بالعمد عن بركانهِ
ثم لاقاكَ فأيقظتَ به
ماردًا ينسابُ في طغيانهِ
رغبةُ التحرير من محرابهِ..
وامتزاج الطهر في شيطانهِ
****
الخطايا بعضها كفارةٌ..
تغسل المضطرّ من قُضبانهِ
سَكْرَةٌ تمشي بصحوٍ هادئٍ
تخدعُ المضمونَ من عنوانهِ
يفضحُ الأعماق برقٌ مارقٌ
عن سحابٍ ذاب في كتمانِه
أعلنَ الإضرابَ زُهدًا هازمًا
كل ما يُغريهِ من سجّانهِ
لم يبالِ بالذي يلقاهُ من
لسعة التاريخ في حرمانهِ
إنما الميلادُ لغزٌ كامنٌ
بالتقاءِ الشخص في إنسانهِ
حينما يهمي ارتباكٌ واثقٌ
يُزهٍرُ العصيان في إيمانِه
** **
- شعر/ سعود الحمد