ميسون أبو بكر
أوروبا الجميلة التي تعتبر الوجهة الأولى للسياح.. آثارها.. متاحفها المفتوحة والصغيرة، مطاعمها الفاخرة، حدائقها.. أسواقها وطبيعتها الخلابة التي كنا نستريح بين محطاتها في أماكن تقدم الأطباق الريفية الخاصة بكل منطقة، تغلق الآن إغلاق شبه كامل، أطمئن على صديقتي هناك عبر اتصال هاتفي فتخبرني أنها ملتزمة المنزل، فقد توقف عملها بينما تعمل شقيقتها عن بعد ومن منزلها، والمدارس في عطلة أقرتها الدولة بسبب ظروف كورونا، المحال التجارية مقفلة ما عدا محلات - السوبر ماركت- التي تبيع المواد الغذائية والحاجات الضرورية للمنزل، وعيادات الأطباء التي تعمل ساعات محدودة ويزورها المرضى بتصاريح.
أتساءل وأنا أتابع الحالات المتزايدة التي وصلت إلى ستين ألفاً في فرنسا كمثال، هل يا ترى سيسافر السعوديون وقت فتح المجال حسب إعلان وزارة الداخلية في مايو القادم؟ وهل سيكون السفر إلى الخارج آمناً في ظل الأعداد الهائلة التي نتابعها يومياً في تلك الدول ووجود موجة ثانية وثالثة من الجائحة؟
كيف يكون السفر متعة ومعظم الأماكن والمراكز الترفيهية والمطاعم ودور السينما مقفلة؟ كذلك ونحن مرتابون ممن حولنا! ومن المطارات والطائرات ووسائل التنقل والمسافرين وكذلك الأشخاص في البلدان التي نقصدها والتي بحمد الله وفضله تجربة التصدي لكورونا في المملكة أثبتت أنها تجربة رائعة ورائدة حمت مواطنيها وكل إنسان على أرضها بالطرق الممكنة وبالتطعيمات وبطرق نصّت عليها وزارة الصحة وتابعت تطبيقها الداخلية دون هوادة! حتى نعمنا بالأمن والاطمئنان خلال الجائحة وكأننا في معزل عما يحدث حولنا حيث استمرت بنا الحياة بوسائل بهجتها والسياحة الداخلية والفعاليات الترفيهية فلم نشعر بثقل العزلة والحجر والضغوط النفسية التي هدّت كاهل دول أخرى وسببت أزمات اقتصادية ونفسية عميقة، حيث حافظت المملكة قدر استطاعتها على الوصول إلى معدلات مناعة مجتمعية مرتفعة في المملكة قبل السماح بالسفر وحرصاً على الصحة العامة في المملكة وللحفاظ على معدلات إصابة منخفضة كما أعلن مسؤول في وزارة الصحة سابقاً.
من وجهة نظري وبعد تجربتي التي أجبرتني على السفر لأشهر خارج المملكة أجد أنه من العبث السفر لمجرد السفر والذي قد يخلو من متعة السفر الحقيقية في الشعور بالطمأنينة والتصرف بطبيعية بعيداً عن الحذر والإجراءات التي قد ترهق الجسد والفكر أيضاً.
بعض الدول التي فتحت باب السفر وتغاضت عن الجائحة وجدت نفسها أمام مأزق حقيقي سواء بعدد المصابين وسرعة انتشار الكورونا التي أثقلت الكادر الصحي وتعدت الطاقة الاستيعابية للمستشفيات وسرعان ما عادت وأقفلت مرة أخرى.
أوروبا التي ألغت تأشيرات الشنغن السابقة هل ستعود وتقرر منحها أو السماح بدخول سائحين وهي حتى اللحظة في حالة إقفال للحدود!!
وهل سيتوجه السعوديون للدول غير الآمنة التي لم تمنع السفر لها لأغراض اقتصادية كتركيا مثلاً! التي حتى لحظة كتابة المقال وصل عدد المصابين بكورونا أربعين ألفاً!!
السائح السعودي سائح استثنائي وصاحب ذائقة عالية لأنه يحب الاستطلاع والتنقل ولا يرضى بالقليل المتاح وأن يبقى قيد الخوف والتوجس من كورونا ولا يرضى بوجبات معلبة ومبردة تسخن بالمايكروويف - وهي حال الفنادق الكبرى التي زرتها في رحلتي- لذلك أجزم أن معظم السعوديين سينتظرون حتى تسمح الظروف بسفر آمن ممتع وسيجدون في المملكة قائمة طويلة من الأماكن التي قد تكون وجهة بديلة لهم في الوقت الحالي، وسلامتكم دائماً.