د. عبدالرحمن بن محمد القحطاني
لقد قام النظام الإيراني خلال العقدين الماضيين بالتدخل في العديد من الدول العربية والإسلامية، بهدف السيطرة وبسط النفوذ عليها، منطلقًا من دوافع متعددة: أيديولوجية دينية (مذهبية) وسياسية وعسكرية واقتصادية وتاريخية... وغيرها. ورغم نجاح النظام الإيراني في التدخل في بعض دول المنطقة عبر قواتها الأمنية المباشرة وأذرعها الإرهابية التابعة لها من منظمات وجماعات مسلحة قامت وما زالت بالأعمال التخريبية في تلك الدول كلبنان والعراق وسورية واليمن، إلا أن مطامعه في التمدد والسيطرة وبسط النفوذ وُوجهت بالتصدي لمنعه من تحقيق أهدافه الخبيثة، وهو ما وضح بجلاء في اليمن، حيث بادرت المملكة لمنع إيران من التحكم فيه عبر الميليشيات الحوثية الإرهابية التي انقلبت على الشرعية واستخدمت الأسلحة للهيمنة على البلاد وتهديد دول الجوار.
وقد تعددت المؤلفات التي تناولت المساعي الإيرانية للسيطرة على عواصم الدول العربي، وكان من أبرز تلك المؤلفات دراسة استراتيجية بعنوان: (المطامع الإيرانية في الدول العربية والإسلامية.. دوافع وموانع)، التي أعدها الزميل الأستاذ: يوسف كامل خطاب. وتميز الكاتب بتوثيق المعلومة بالإحصاءات، والشواهد التاريخية، والتصريحات الصادرة عن المصادر الرسمية، برز فيه بتوجه المملكة وسياستها الخارجية على المستويين الإقليمي والدولي العقلانية والحكيمة.
وأبرز الكتاب إحدى التوصيات وهو ضرورة إحداث تغيير فكري حقيقي، يسهم في الوصول إلى نهاية لتلك الأزمة التي مزقت الأمة الإسلامية؛ قائلًا: «لا أظن أن هنالك عاقلاً، مطلعًا على حقائق الواقع ولاحق الأحداث، يمكن أن يدعم الصراع المذهبي أو يؤيده...، لأنه تجاوز حدود اختلاف الرأي إلى استباحة الدماء، فأضر بالأمة جمعاء». الأمة الإسلامية استشعرت خطورة التوسع الإيراني في الدول العربية والإسلامية؛ وأنه ما لم يتم التصدي لهذا الخطر فإن الأمة العربية والإسلامية ستقبل على كارثة تهدد وجودها وحضارتها الدينية والثقافية والحضارية.