عبدالله العمري
جاء وصول فريقي التعاون والفيصلي إلى نهائي أغلى الكؤوس كأس مولاي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، وهي البطولة الأغلى والأهم بين مسابقات الاتحاد السعودي لكرة القدم، كتتويج مستحق لما تقدمه إدارة الناديين من عمل مؤسساتي احترافي عال جداً منذ سنوات، وأصبحا مضرب مثل بين جميع الأندية السعودية في عملهم المميز، والذي أكدا من خلاله أنه لا مستحيل في عالم المستديرة متى ما كان العمل يسير وفق إستراتيجية واضحة وذات هدف محدد.
فالتعاون أو سكري القصيم كما يحلو لعشاقه تسميته دخل التاريخ من أوسع أبوابه وأصبح اليوم واحداً من أهم الأندية السعودية وأقواها إدارياً وفنياً بسبب العقول الإدارية التي يمتلكها، والتي نجحت بإنشاء مجلس تنفيذي كفكرة هي الأولى من نوعها بين الأندية السعودية كافة، وحقق هذا المجلس نجاحاً باهراً ومنقطع النظير، وحول العمل داخل سكري القصيم إلى عمل مؤسساتي احترافي اختصر الكثير من الوقت والجهد على التعاونيين حتى وصل ناديهم إلى ما وصل إليه اليوم من تحقيق إنجازات متتالية، فقبل موسمين توج كبطل لكأس خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، واليوم يعود للمباراة النهائية خلال موسمين فقط، وهو النهائي الثالث له في تاريخه الطويل.
جودة وتنظيم العمل داخل أسوار التعاون لم تتأثر بعد رحيل رئيسه السابق محمد القاسم، فهناك رجال داخل التعاون وضعوا إستراتيجية واضحة لناديهم، قادرون على إنجاحها مع أي رئيس يستلم المهمة.
أما الفيصلي عنابي سدير وتحت قيادة رئيسه الطموح جداً فهد المدلج، وهو واحد من أبرز الرؤساء الذين مروا على الأندية السعودية عبر تاريخها الطويل جداً، فهو الرئيس الذي صنع بفكره العالي جداً نادياً أصبح اليوم أبناء حرمة يفتخرون فيه، والفيصلي، هذا النهائي هو الثاني له عبر تاريخه.
المدلج سبق الجميع باحترافية العمل والتنظيم داخل ناديه فحتى مع قلة الموارد المالية في السابق للأندية السعوديه إلا ان الفيصلي يعد واحداً من أنجح الأندية في المقدرة على كسب توقيع اللاعبين المميزين بمبالغ مالية بسيطة والنجاح في إعادتهم للنجومية وبيعهم بمبالغ مالية كبيرة جداً تدر الملايين على خزينة ناديهم والشواهد على ذلك كثيرة جداً.
لذا يجب على بعض رؤساء الأندية الأخرى الذين أمضوا سنوات داخل أنديتهم دون تحقيق أي منجز يذكر لهم، أن يتعلموا كيفية العمل بالاندية من خلال إدارتي التعاون والفيصلي إذ هم أرادوا النجاح لانديتهم، بعيداً عن النرجسية وحب الذات والمصادمات التي لن تحقق لهم أي منجز.
وأكاد أجزم أن جميع الجماهير الرياضية بمختلف ميولها فرحت لوصول التعاون والفيصلي لنهائي كأس الملك بسبب ما يقدمون من كرة قدم ممتعة جداً داخل المستطيل الأخضر وعمل إداري مميز خارج الملعب.