عثمان أبوبكر مالي
سيحظى فريقا التعاون والفيصلي لكرة القدم بشرف تمثيل الشباب والرياضيين هذا العام في اللقاء السنوي، عندما يلعبان النهائي المنتظر في النسخة (رقم 46) في حضرة التشريف الأبوي الكبير، نهائي بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (يحفظه الله) وهو شرف للناديين إدارة ولاعبين وجماهير.
اللقاء سيشهد سابقة تاريخية تسجل في المسابقة الأكبر والأغلى في الرياضة السعودية، إذ إن هذه المرة الأولى التي سيقام فيها النهائي دون أن يكون أحد طرفيها فريقا من الفرق الأربعة الكبيرة، وهو ما لم يحدث من قبل منذ انطلاقة المسابقة عام 1975م، حسب ما رصده (المؤرخ الرياضي) الأستاذ عبدالإله النجميمي، فالمسابقة ومنذ انطلاقتها تشهد نهائياتها وجود فريق واحد على الأقل من فرق الأندية الأربعة الكبيرة (الأهلي والاتحاد والهلال والنصر) وإن كان هناك استثناء حصل لمرة واحدة، كان في عام 1966م عندما التقى في النهائي فريقا (الوحدة والاتفاق) وهو ما لم يتكرر بعد ذلك التاريخ وطوال (55) عاماً إلا في الموسم الحالي.
التعاون الفريق الملقب بـ (سكري القصيم) أو الذئاب ومنافسه الفيصلي الملقب بـ(عنابي سدير) استحقا الوصول إلى النهائي بجدارة، في موسم المسابقة الاستثنائي، حيث اقتصرت المشاركة فيها على فرق دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، وبدأت بمرحلة دور الـ16، واستطاع الفريقان تجاوز منافسيهما حسب القرعة في المحطات الثلاث الماضية باستحقاق، رغم أن الترشيحات لم تكن تصب في صالحهما خلال مشوارهما الصعب، خاصة الفيصلي الذي واجه فريقين صعبين وأكثر تمرساً منه في المسابقة هما الاتفاق في دور الـ16، وتفوق عليه بركلات الترجيح، ثم النصر في دور (نصف النهائي) واستطاع هزيمته وهو يلعب (80 دقيقة) من المباراة بعشرة لاعبين، ولم تكن مباراته بينهما في دور الثمانية سهلة أمام الباطن، بدليل أن فوزه جاء بفارق هدف واحد (2/ 1) أما التعاون فقد كان في مشواره أكثر تكافؤاً، إذ فاز على منافسيه، ضمك والقادسية في دور الـ16 ودور ربع النهائي بنفس النتيجة (2/ 1) في حين فاز على الفتح في نصف النهائي بنتيجة (3/ 2) بعد مباراة (دراماتيكية) تألق فيها لاعبوه، وكان الفريق الأجدر بالوصول للنهائي.
النهائي المنتظر تأكيد على ما يقال عن مسابقات الكؤوس وهي (بطولات النفس القصير) تحتاج إلى عزيمة وإصرار وروح وثقة في النفس، ووضع هدف لتحقيقه، دون النظر إلى أي اعتبارات أخرى، وهذا هو (الدرس العملي) الذي قدمه الفريقان في مشوارهما لكل الفرق الأخرى، خاصة فريق الفيصلي الذي واجه صعوبة كبيرة في أول مبارياته في المسابقة أمام الاتفاق ونجح في العبور بالمباراة إلى ركلات الترجيح ليتفوق فيها، ثم واجه صعوبة أكبر في مباراة نصف النهائي أمام النصر، ورغم طرد قائده (ايغور روسي) بعد ثمانية دقائق من انطلاق صافرة البداية، نجح زملاؤه في الصمود وخطف بطاقة التأهل من ضربة جزاء قبل نهاية المباراة بعشر دقائق ليخرج فائزاً، ويضرب موعداً في النهائي أمام التعاون، وننتظر هل ستكون الثانية للتعاون أم أن الفيصلي سيجعل الثانية ثابتة؟
كلام مشفر
« من سيكتب السطر الأخير من صفحة اللقاء التاريخي من الفريقين، ومن سيوقعه برفع الكأس الذهبية وتحقيق مكاسب عديدة، بعد شرف التشرف بالسلام على خادم الحرمين الشريفين، وأهم ما سيكون في ذلك انتزاع بطاقة التأهل الأولى إلى دوري أبطال آسيا الموسم القادم من غير منافس.
« التعاون يصل للمرة الثالثة إلى نهائي البطولة الكبيرة، كانت الأولى قبل 30 عاما، وخسر أمام النصر، ونجح في الثانية في الفوز باللقب قبل موسمين من أمام الاتحاد، أما الفيصلي فهذه المرة الثانية التي يصل فيها لنهائي البطولة، كانت الأولى في موسم 2018م وخسر بعد أن لعب ضد الاتحاد، فهل يفعلها هو الآخر في ثاني مشاركة أم يترك الثالثة ثابتة لسكري القصيم؟!
« قد يكون من المبكر الحديث عن التحكيم في مباراة النهائي الكبير، ومن غير اللائق استدعاء طاقم تحكيم غير سعودي لها، لكن يبدو أن من الضروري التفكير في حل لأخطاء غرفة حكام الفيديو (VAR) التي تتكرر مباراة بعد أخرى ويحسب عليها تغيير بعض النتائج، مما يتطلب دعم طاقم التحكيم (المحلي) الذي سيقود النهائي بحكام خبرة أجانب وأكثر تجربة في غرفة الفار.