القاهرة - «الجزيرة»:
أكد الدكتور محمد شومان عميد كلية الإعلام بالجامعة البريطانية بالقاهرة أن جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر تواجه أزمة داخلية تعتبر الأخطر في تاريخها، وهي أزمة متوقعة بالنظر إلى الجمود الفكري والتنظيمي الذي أصاب الجماعة وحال بينها وبين التجديد والتطور، وأدى إضافة إلى عوامل خارجية إلى سرعة الإطاحة بهم في 30 يونيو 2013 في مشهد تاريخي غير مسبوق، كشف بوضوح عن ضعف أداء النخبة التي قادت الجماعة، وجمودها، وانغلاقها على ذاتها، وإنكارها الأزمة، وتعاليها على حقائق الواقع ومعطيات التاريخ، وعلى كافة مؤسسات الدولة والمجتمع في مصر، وتوقع شومان في كتاب صدر حديثاً عن «دار المعارف بالقاهرة» بعنوان «مستقبل الإخوان في مصر» انهيار وتشظي التنظيم إلى جماعات صغيرة متناثرة ينتهي بها المطاف إلى موت حتمي، لكن سيناريوهات شومان لمستقبل الإخوان مرهونة بظروف أخرى داخلية وخارجية، إقليمية ومحلية ودولية.
ويرى شومان أن هناك تحولا جديدا وبكل المقاييس يختلف عن أدوار الصراع السابقة كافة.. ففي صدامات الدولة المصرية مع الإخوان قبل ثورة 23 يوليو 1952، ثم صدام الدولة والجماعة بعد عامي 1954، وعام 1965، كان الشعب - كما سبقت الإشارة - يراقب أو يؤيد بصمت ما تقوم به الدولة ضد جماعة الإخوان المسلمين. لكن في الصراع بين «الإخوان» ونظام الرئيس السيسي شاركت غالبية المصريين وللمرة الأولى في الإطاحة بـ«الإخوان»، نتيجة فشلهم في إدارة الدولة والكشف عن نياتهم الحقيقية التفرد بالحكم و»أخونة» الدولة والمجتمع، ويضع شومان عدة سينايوهات لمستقبل؟؟؟
السيناريو الأول: انقسام الكيان التنظيمي لجماعة الإخوان إلى تنظيمين أو جماعتين متنافستين يتصارعان على مشروعية تمثيل الإخوان.
السيناريو الثاني: سيناريو انهيار جماعة الإخوان المسلمين بشكل فوضوي مما يؤدي إلى اختفاء أي امتداد مؤثر لها على المستويين الدعوي أوالسياسي.
السيناريو الثالث: سيناريو البقاء والاستمرار الرمزي غير الفعال.
السيناريو الرابع: سيناريو انقسام وتشظي الجماعة إلى عدد من الجماعات المتصارعة.
الكتاب يقدم رؤية تحليلية لواقع ومستقبل جماعة الإخوان ومدى قدرتها على الصمود في الوقت الذي خسرت فيه كل مقومات البقاء.