طرحت المملكة العربية السعودية مبادرة للسلام في اليمن، وقد قدمت بشكل واضح وعلى مرأى ومسمع من الجميع.
والغرض كان واضحاً للجميع، وأنه إيقاف الحرب في اليمن والتي تأذى منها الشعب اليمني.
والسعودية في مبادرة السلام لم تشترط ولا تحاب أحداً، وإنما دعت كل القوى اليمنية للجلوس على طاولة المفاوضات والنظر إلى المصلحة العليا للشعب اليمني وترك المصالح الشخصية والحزبية والفئوية والمناطقية على جانب، وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة.
وقد رحّب اليمنيون بهذه المبادرة إلا الميليشيات الحوثية، والتي يدرك الجميع بأن قرارها مرتهن بالخارج، ولا تملك من أمرها شيئاً سوى تنفيذ ما تملي عليها إيران.
فقد دعاء السيد أحمد بن عوض بن مبارك، وزير الخارجية اليمني الميليشيات الحوثية إلى قبول (المبادرة السعودية)، والتقاء هذه الفرصة لإنهاء الحرب، والتخلي عن التبعية المفضوحة للمشروع الإيراني المدمر للمنطقة.
كما دعا تلك الميليشيات إلى ضرورة التعقل والنظر إلى المصالح العامة للشعب اليمني، والنظر إلى الأمور بواقعية، وحذَّر من أن إضاعة هذه الفرصة ستكون عواقبه وخيمة على المجتمع اليمني.
وقد لقيت هذه المبادرة تغطية عالمية واسعة وصارت حديث الساعة في مختلف وسائل الإعلام العالمية.
ولقيت أيضاً تأييداً عالمياً، فقد جاءت بعد إعلان المبادرة مباشرة التصريحات المؤيدة للمبادرة من الدول الفاعلة في المجتمع الدولي.
فرحبت به الدول الخليجية، كما رحبت بها الدول العربية، فأصرت الجامعة العربية تأييداً سريعاً للمبادرة لما عرف عن دور المملكة في إحلال السلام وجهودها في ذلك.
وقد توالت ردود الفعل الدولية إزاء هذه المبادرة، فدعت فرنسا إلى التعاطي الإيجابي بالمبادرة ودعت الحوثيين بالاستجابة فوراً، والسماح للشعب اليمني بأن يعيش بسلام وهدوء.
كما أيّدت الخارجية الروسية مبادرة السلام، ودعت جميع الأطراف اليمنية بالتمسك بهذه المبادرة، وإعطاء الأولوية للمصالحة بعيدًا عن المواجهات المسلحة التي طال أمدها.
وهذه المبادرة يعدُّ صداها واسعاً للغاية، وذلك للأزمة الإنسانية التي تواجه الشعب اليمني.
ومن جانبه رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بمبادرة السلام في اليمن، ودعا إلى الوصول إلى اتفاق فوري ينهي معاناة الشعب اليمني.
ودعمت هذه المبادرة أيضاً الدول الأوروبية، فقام العديد من سفرائها في الشرق الأوسط وأبدى تأييده.
كما رحبت ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، فقد دعت جيسيكا ماكنولتي المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إلى القبول بالمبادرة السعودية، ووضع حد للحرب في اليمن.
وبهذا تكون هذه المبادرة محل تأييد المجتمع الدولي، وقد أعربت أغلب الدول المؤيدة بأن هذه فرصة ثمينة لا بدّ من اقتناصها وعدم إضاعتها والإسراع بقبولها من جميع الأطراف وبدء المفاوضات لإحلال السلام في اليمن..