عبدالعزيز بن سعود المتعب
الذكرى هي أكثر ما يبعث الشجن، ناهيك أن يكون طرفها (كفو) بما تحمله الكلمة من مضامين رفيعة، وقد رحل من هذه الدنيا الفانية، فقبل أيام وقعت عيني في مكتبي على مذكرة لمادة (القضاء الإداري) في القانون بجامعة الملك سعود، تعود إلى أواخر الثمانينيات الميلادية، كان يدرّسها الدكتور فهد الدغيثر -رحمه الله-، حيث كنّا مجموعة طلاب -آنذاك- منهم الشاعر الأمير محمد بن خالد بن عبدالله بن محمد آل سعود -رحمه الله-، والأمير فيصل بن سطام بن عبدالعزيز سفير المملكة العربية السعودية في إيطاليا، وزهير بن سليمان الحربش، وغسان بن إبراهيم العواجي، والشاعر عبداللطيف بن عبدالله آل الشيخ وغيرهم، وعوداً على ذي بدء، كان لوقع عبارة الأمير محمد بن خالد -رحمه الله- التي يتخللها شعر تفعيلة بخط يده على المذكرة المشار إليها، بعث ألم وشجن وحنين لا ينتهي، فقد كان من أدق الناس في معرفة الشعر بإحساسه العالي، ولا غرو فهو شاعر غني عن التعريف، وخاله الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن، وكذلك جد أبنائه، فهو باختصار فقيد الإمارة والنبل والشعر بكل ما جبلت عليه شخصيته النادرة في كل شيء، وكنت قد رثيته في صحيفة (الجزيرة) العدد (11417) الموافق الخميس 9 من ذي القعدة 1424هـ:
لو البنادم يعلم بوقت الآجال
موج الفجيعه هاد في بحر الأمرار
الموت حق وكل مخلوق رحّال
والحمد للّي في يده حكم الأقدار
لا والله إلاَّ راح أمير ورَجَّال
حفيد حكّامٍ طويلين الأشبار
صدمة خبر موته كوة خافي الحال
لو نتظاهر بالصبر ما كتب صار
طاهر سريره وافيٍ بَشْ الاقبال
نجيب فكر ولي على قولي ذمار
على كبر قدره على روس ماطال
متواضعٍ يقدّر كبار وصغار
زمالته كانت شرف عمر مازال
يحيا معي عزٍ وشيمه وتذكار
يالله يالّلي ترسل الغيث لانهال
على الوطاء المدهر وتحييه الامطار
تحسن وفادة من عن الفانيه زال
عضه بشبابه جنّة الخلد له دار
ارفع عزاي لوالدينه باجلال
وتركي وفهد وسعود قروم الاحرار
وعبدالله وسلطان وغالين الانجال
هياء وخالد والدعاء سر واجهار