يا زمان عرّض أهل المبادي للضياع
كيف ترخّص غالي كنوزنا واقيامها
مثلنا ما يستحق المهونه والخداع
ما لبيض وجيهنا منك غير اكرامها
عن شحيحات الموارد فجوج الله وساع
لا تلوم نظاف الأيدي معا من لامها
قلعة الدنيا ولا عاد يغرينا متاع
والسنين اللي مضت روّحت بهيامها
ما يطيب العيش والراس ما عاش ارتفاع
وارتفع بالنفس لو ضامها ما ضامها
كل ما جينا نصافح نصافح باندفاع
مشكلتنا نعطي الناس فوق احجامها
كم صنعنا من جميل مع العالم وضاع
وكم تغير طعمها يوم كف اطعامها
من كثر ما نكرم الوجه ويطيح القناع
كل هقوة طيب صرنا نشدّ حزامها
ما تعيش قلوبنا الطيبه بين السباع
لو سلمنا من جشعها وجور احكامها
البنادم دايما داخله كم من صراع
بين رغبات من الصعب فك خصامها
اعتبرناها مع الوقت سجه واجتماع
وابتسمنا لليالي وسود أيامها
جابنا الله في طريق العطاشى والجياع
نختصر مشوار الأعمار خلف أحلامها
نذبح سمان المعاريف من دون انتفاع
لا نشدنا عن يمنها ولا عن شامها
نقدم لماجوبنا مثل مقدام الشجاع
لا تلّفت والعفيفه تطش لثامها
عاضنا في درهم الحكي قنطار استماع
نشتري به ضيقةٍ في طريق اعدامها
إن عجزت تساعد الناس قدر المستطاع
القلوب احذر تكون السبب بآلامها
ما بقى لكفوفنا غير تلويحة وداع
لو تعوّد.. لا وراها ولا قداّمها
** **
- ناصر القحطاني