إذا اجتمع الإحساس العالي والمخزون اللغوي والتجربة المتبلورة تمامًا فلا بد أن تكون التداعيات والأخيلة والرموز والصور في القصيدة أشبه بالورد الطائفي ودهن العود والعنبر والمسك رائحة زكية مفعمة بمداد بوح الشاعر المتمكن:.....
أنا قلت بْغيابي عنْك ما مرت علي ذكراك
ولا قلت بْغيابي مرت الذكرى وانا لاهي
شوي شوي والا اسكت وعاتبني بدال شْفاك
بطرفك وانتبه لا ينتبه طرفك وهو ساهي
حبيبي وانت في غاية زعَلْك وثورتك ما احلاك
تباهى بالزعل مدري هو اللي فيك متباهي
ولا أحلى من زعلك بكل هالدنيا يا كود رضاك
ولا أحلى من خطاك الا ارتعاشة عذرك الواهي
ولا أحدٍ يشبهك عندي سواك ولا أحد يسواك
وأنا في حبك أفْرِق حتى أنا ماني من اشباهي
لو أنك ما قريت الشعر ما صار الشعر يقراك
ولو انه ما زهاك الشعر ما صار الشعر زاهي
أحبك كلمةٍ ضاعت من شْفاهي قبل ما ألقاك
ويوم اني لقيتك صار ما بشفاهي الا هي
إذا ما قلت لك في يوم أحبك واعشقك واهواك
أحس اني جحود لخالقي في نعمة شْفاهي
وأحبك جنبي هنيّا واحبك لو تروح هناك
وأحبك سيّدي الآمر وأحبك سيّدي الناهي
أبيك تقول أبي هذا واقول أبشر بهذا جاك
إذا ما كان هذا عز نفسي فالطلب راهي
وابيك تقول لي كل الكلام إلا كلام أنساك
لأنه حلم يا هو مستحيل وكلمةٍ يا هي...
مثل برد الفراق لدافيٍ في قربك ولاماك
مثل خوف الظلام لآمنٍ في نورك الباهي
تبي تعرف حبيبي ليه ما مرت علي ذكراك
لأني ما نسيت أصلاً عشان أذكرْك يا لاهي
** **
- رشيد الدهام