«الجزيرة» - الرياض:
كشف مدير إدارة المساعدات الصحية والبيئية بمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبد الله بن صالح المعلم عن مليونَي لغم زرعتها الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران في شتى المناطق اليمنية، وأن فئات الأطفال والنساء وكبار السن هم الأكثر تعرضًا للإصابة، وخصوصًا الأطفال الذين لا يدركون مدى خطورة الألغام.
وقال الدكتور المعلم خلال مشاركته في ندوة بعنوان «التعريف بخطر الألغام ودور مشروع مسام في اليمن»، التي نظمها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أمس عبر الاتصال المرئي في مدينة الرياض، بمشاركة مدير مشروع مسام لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام أسامة القصيبي، والمدير التنفيذي للبرنامج الوطني للتعامل مع الألغام أمين بن صالح العقيلي، والمحامية في مجال حقوق الإنسان والأمن القومي إيرينا تسوكرمان، ومدير العمليات الخاصة بمسام كريستوفر كلارك: إن الميليشيا الحوثية تقوم باستخدام الأطفال لزراعة الألغام في مخالفة صريحة للقوانين الدولية التي تحرم الزج بالأطفال في الصراعات المسلحة. مشيرًا إلى أن مركز الملك سلمان للإغاثة صمم مشاريع عدة لمساعدة المصابين بالألغام، منها تأسيسه أربعة مراكز للأطراف الصناعية في مدن تعز وسيئون وعدن ومأرب، وقامت هذه المراكز بتركيب 2.500 طرف صناعي ذات جودة عالية. مبينًا أنه جارٍ التوسع في إنشاء مراكز أطراف صناعية أخرى، إضافة إلى تنفيذ المركز برامج في التأهيل النفسي والبدني للمصابين. وبلغت التكلفة الإجمالية لمشروع مسام حتى الآن ما يزيد على 100 مليون دولار أمريكي. مفيدًا بأن تكلفة زراعة اللغم سهلة، بينما تكلفة تأهيل المصاب أكبر بكثير.
من جانبه، قال مدير مشروع مسام لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام أسامة القصيبي إن مشروع مسام انطلق في منتصف عام 2018م، واستمر التجهيز له ستة أشهر، ويعمل في المناطق المحررة في اليمن، ويعمل فيه 32 فريقًا لنزع الألغام، بواقع 450 شخصًا يعملون في اليمن و30 شخصًا يعملون من خارج اليمن للدعم اللوجستي. مشيرًا إلى استخدام مصطلح (اصطياد الألغام) وليس نزعها؛ لأنه لا توجد خرائط توضح أماكن هذه الألغام.
وأكد المدير التنفيذي للبرنامج الوطني للتعامل مع الألغام أمين العقيلي أن مشكلة الألغام في اليمن تعد إحدى أكبر الكوارث الإنسانية للانقلاب الحوثي على الشرعية اليمنية، مبينًا أن الميليشيا ما زالت تزرع الألغام في الأراضي اليمنية بطريقة عشوائية، متطرقًا للعديد من التحديات الماثلة أمام عمل فريق مشروع مسام، منها أن الأحوال المناخية تجرف الألغام عشرات الكيلومترات، وتغير مواقعها.
وقدّم العقيلي خالص شكره للمملكة العربية السعودية ممثلة بمركز الملك سلمان للإغاثة على دوره في دعم المصابين وعلاجهم، وتركيب الأطراف الصناعية لهم.
بدوره، أفاد مدير العمليات الخاصة بمسام كريستوفر كلارك بأن فريق مسام لديه متخصصون يعملون على تدريب الفرق الميدانية لإيجاد الحلول العملية لمشكلة الألغام في اليمن. مبينًا أن عدد الألغام في اليمن يتخطى عدد الألغام بأي دولة أخرى في العالم.
وحمّلت المحامية في مجال حقوق الإنسان والأمن القومي أيرينا تسوكرمان إيران المسؤولية عن الجرائم الحوثية بحق اليمنيين، مؤكدة أن الميليشيات تزرع كميات كبيرة من الألغام في مختلف مناطق اليمن من خلال التمويل الإيراني لها، داعية وسائل الإعلام إلى تسليط الضوء أكثر على هذه القضية، وإبراز جهود فريق مسام في نزع الألغام والمخاطر التي يواجهونها من أجل ذلك.