سهوب بغدادي
نحن على مشارف الانتهاء من العام الدراسي ولله الحمد، عام أو ما يزيد مر علينا وعلى أبنائنا الطلبة بحلوه ومره بسبب الأزمة الصحية العالمية أعقاب تفشي فيروس كورونا المستجد، الذي أعاد تشكيل التصور تجاه الأمور والأشياء ليصبح ما اعتدنا عليه مستنكرًا وما كان غائبًا عن الأذهان معتادًا، وبالتزامن مع الانتهاء من الدراسة ودخولنا في شهر رمضان آمل أن يكون بشكل مختلف عن العام الماضي ومشابه لما قبله، من خلال التزامنا بالإجراءات الاحترازية وتطبيق البروتوكولات الموصى بها من وزارة الصحة والكيانات الفعالة، من هنا، شهدنا تناميا ملحوظا في السياحة الداخلية خلال الفترة الماضية، إذ يعد أغلبية الأشخاص السفر بالسيارة أفضل وأكثر أمانا لأطفالهم الصغار بخلاف أي وسيلة سفر أخرى. ومن المتوقع أن يعمد الكثير من الأشخاص إلى هذه الوسيلة لقضاء العطلة الصيفية قريبا. لذا ينصح الاخصائيون في مجال الصحة بقضاء العطلة وأوقات الفراغ مع أفراد العائلة والأصدقاء المقربين جدا، ويمكننا أن نطلق عليها (المجموعة الماسية) التي تضم مجموعة مختارة بعناية من الأصدقاء خلال الجائحة نظرا لصعوبة الاختلاط بعدد كبير من الناس في فترة وجيزة -حمانا الله وإياكم وكشف عنا الغمة-. يسعني في هذا السياق أن أذكر لكم تجربتي في السفر بالسيارة إلى المنطقة الشرقية قبل شهرين، فلقد اعتزمت الذهاب لمكتبة إثراء وكانت أولى رحلاتي بسيارتي- تطلب الأمر مني تفكيرا مطولا وإقداما لكي اتخذ الخطوة- فلقد حاولت أن أوفر كل ما احتاجه وما سأحتاجه على الطريق وخلال فترة بقائي في وجهتي، وانطلقت مستعينة بالله إلى وجهتي على (خرائط قوقل) التي كانت مكتبة إثراء لأضع الجائزة نصب عيني طوال الرحلة، وبدأت رحلتي الفريدة من نوعها -بالنسبة لفتاة- مرت الساعة الأولى بكل سلاسة واتصالات عديدة من الأهل -حفظهم الله- ومع دخول الساعة الثالثة توقفت في إحدى المحطات للتزود بالبنزين، كان كل شيء يسير كما خططت له، إلا أن أمرا بسيطا نغص علي قليلا ألا وهو إغلاق المحطة وقت الصلاة، على الرغم من وجود العامل داخل المحطة، الذي كان يعبث بهاتفه مشيحًا بأنظاره عني مرارًا. فقررت أن أذهب إلى البقالة إلى أن ينتهي وقت الصلاة فكانت الأبواب مفتوحة إلا أن المحاسب أخبرني أن انتظر دقائق إلى أن ينتهي وقت الصلاة لكي (يفتح السستم)! تركت ما بيدي ولم أتزود بالبنزين وقمت بحساب عدد اللترات والكيلومترات المتبقية -كأولطبيق واقعي لمسائل الرياضيات في المدرسة- حمدا لله لم أخطئ في الحساب وحل المسألة كالمعتاد، ووصلت إلى وجهتي بسلام لأقف في أول محطة بنزين تصادفني على مشارف المنطقة الشرقية. كانت الرحلة ممتعة حقا -ولله الحمد- ولكن كانت ستكون مثالية لو انتفت تلك المنغصات التي لم أتهيأ لها نفسيا. أخيرًا، أذكر نفسي وإياكم باتخاذ الإجراءات الاحترازية وحصر عدد مرات التوقف إلا لحاجة ملحة وأخذ (جركل بنزين احتياطي) للحالات الطارئة خلال طريق السفر.
على الهامش: نعم، مكتبة إثراء تستحق الزيارة وهذه المغامرة والعناء..