لا ينسى المرء الشخصيات الإعلامية المهمة التي أثرت في حياته، وكان لها مساهماتها الإيجابية في تكوينه الفكري والثقافي على مدى سنوات وسنوات. ليس هذا فحسب، بل ما وجده المرء من تلك الشخصيات من دعم ومساندة ورعاية كانت سبباً من أسباب نجاحاته في الحياة.
حتى وقت قريب كانت الصحافة السعودية منصة إعلانية ووسيلة ناجحة في الترويج للمشاريع والأعمال، لما تخلقه من أسواق للسلع والخدمات التي ينتجها شباب الأعمال للمجتمع.
وقد فطن القائمون على رئاسة التحرير في صحفنا الوطنية إلى هذه العلاقة الاقتصادية مبكرا.. وكان من بين هؤلاء الكاتب الصحفي محمد الوعيل، رحمه الله، الذي رحل عن عالمنا منذ أيام قليلة بعد أن ساهم بجهده وعرقه في ازدهار الصحف التي رأس تحريرها كجريدة اليوم وجريدة المسائية، وتلك التي تولى فيها مناصب قيادية كالجزيرة والرياض وعكاظ، وفتح نوافذها أمام رواد وشباب الأعمال ليعلنوا عن سلعهم وخدماتهم.
آمن الأستاذ محمد الوعيل بأن دور الصحف لا غنى عنه في التنمية الاقتصادية في البلاد.. وخصص صفحات وصفحات لطرح الصعوبات والعقبات التي تواجه رجال الأعمال، ونشر تحقيقات مطولة وتقارير وأخباراً شبه يومية، فضلاً عن التغطيات الصحفية للمناسبات الاقتصادية والمعارض التجارية التي تسلط الضوء على ما تشهده البلاد من تنمية على مختلف المستويات، وذلك طوال فترة عمله الصحفي الذي امتد لما يربو عن 40 عاماً كانت زاخرة بالأحداث.
ولا أنسى للأستاذ الوعيل، من خلال كلماته التي دبجها في مقالاته وكلماته وحواراته، توجيهاته الحكيمة ونصائحه الأخوية وغيرته على بلده وحبه لكل من عرفه، وإخلاصه، وإتقانه للعمل الذي كان يقوم به، فلم تشغله أموره الشخصية عن القيام بواجباته المهنية والوطنية.. وكانت كلماته تنضح بحب الوطن وحب القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين وحب الناس.. ولم يتأخر يوماً عمن قصده لأمر، ووقف إلى جانب الجميع، فلم يبخل بعلم أو بجهد ما استطاع إليه سبيلاً.
رحم الله الأستاذ الكبير محمد الوعيل وغفر له وأسكنه فسيح جناته.
** **
- ماجد عبدالمحسن الحكير