لا يمكن لأي مُتابع من المهتمين بالكشافة السعودية أن لا يلفت نظره التطور الكبير في العقدين الأخيرين للعمل الكشفي في المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، التي أصبحت اليوم في النشاط الكشفي من القطاعات المهمة التي تقف على هرم العمل التطوعي الكشفي في المملكة، والذي لم يأت من فراغ أو بمحض الصدفة، أو للدعم المالي الذي تجده الأنشطة الكشفية بالمؤسسة، وإنما مرد ذلك من وجهة نظري إلى قيام النشاط الكشفي بالمؤسسة على العمل المؤسساتي الذي قام على أسس ومبادئ وأركان وقيم تنظيمية محددة ضمنت ثباته واستمراره وتطوره، والذي يعود فيه الفضل بعد الله إلى مؤسسي النشاط الطلابي بالمؤسسة ومنهم عبدالله بن محمد الطيب الذي التحق بالمؤسسة عام 1402هـ مُديراً لإدارة الأنشطة، أسهمت بداياته الكشفية في نجاح مهمته خاصة بالعمل الكشفي حيث كان كشافاً في مدرسة عبدالله بن عباس في الثمانينيات الهجرية، وقائداً كشفياً للوحدة الكشفية في مدرسة ثقيف الثانوية في التسعينيات الهجرية، يدعمه في ذلك تخصصه الجامعي (تربية وعلم نفس - إدارة وتخطيط تربوي) الأمر الذي أدى إلى وجود خبرات تراكمية لديه حيث اتصف بالعديد من السمات والخصائص ومن أهمها رغبته في تحقيق التكامل في العمل، والاستقرار النسبي فيه، ووضعه في بداية ممارسته للعمل معايير محددة وموضوعية دفعت بالعمل إلى ما هو حاصل اليوم ومن أهمها الاستمرارية في العطاء والتميز والتجديد والابتكار خاصة بالاستفادة من القدرات البشرية من أجل الإنتاجية لنفع المجتمع.
التقيته عام 1420هـ وكان وقتها عضواً بالمكتب التنفيذي لجمعية الكشافة العربية السعودية، فباركت له الخطوات التي اتخذها للرقي بالعمل الكشفي في المؤسسة، والنجاحات التي حققها حتى الآن فقال بلغة الواثق: «إننا عملنا في البداية على مواجهة التحديات بما يناسبها، وكيف يمكن أن نستفيد من منجزات العصر، دون أن نتنازل لا عن مبادئنا ولا مبادئ الحركة الكشفية، كما لم نغفل جهود زملائنا السابقين حيث قمنا بدراستها وتقويمها».
ومع السنوات التي تلت ذلك اللقاء تأكد لي ما كان يرمي إليه فقد وجدت أن عمل المؤسسة أصبح تكاملياً، وذا استمرارية، لا فوضى ولا عشوائية فيه، يستفيدون من التجارب المختلفة ويطورونها، يسير العمل بتخطيط قادة إلى النجاح طيلة تلك السنوات، يستثمرون كافة الإمكانات والقدرات المتوافرة بما في ذلك البشرية والمادية في مكانها الصحيح، ولا غرابة في ذلك لشخصية مارست العمل في العديد من المحطات فقد عمل مُعلماً، ثم مُشرفاً، ثم رئيساً للنشاط الطلابي في الإدارة العامة للتعليم بمحافظة الطائف، وتحصل على العديد من الدورات والدراسات الكشفية، ومثل بلاده في العديد من المناسبات الخارجية، وهذا الأمر التربوي في سيرته الذاتية جعلته يركز اهتمامه على البرامج التي تنمي شخصية الفرد وتقوم بخدمة وتنمية المجتمع. وتقديراً لجهوده الكشفية الكبيرة في مختلف المجالات منحته جمعية الكشافة الوسام الكشفي الذهبي - الذي يُعد أعلى وسام كشفي بالمملكة، وذلك في حفل تكريم الشخصيات والقيادات الكشفية التي كان لها دور بارز في دعم عمل وأنشطة الجمعية، الذي أُقيم يوم الأربعاء 21 - 10 - 1426هـ، ورعاه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة -آنذاك-.
** **
@mawdd3 تويتر
Mawdd2@hotmail.com