منيرة الخميري
مما لا شك فيه أن للغطاء النباتي دورًا كبيرًا في مكافحة التصحّر الأمر الذي لاقى الاهتمام في رؤية المملكة 2030؛ إذ أولته حماية البيئة والموارد الطبيعية أهمية قصوى لما لحمايته من دور محوري في تحقيق التنمية المستدامة ورفاهية المجتمع.
بالأمس كنا نطالب بتحسين جودة الحياة من خلال توسيع نطاق الرقعة الخضراء، وكنا نتألم ونحن نرى بعض الاجتهادات الفردية في تقزيم الأشجار!
بل نحن نرى أعداد النخيل تملأ الطرقات في بيئة تحتاج إلى أشجار، تمنح مظهرًا جماليًّا للبيئة مما يساعد على تحسين مزاج الإنسان، وتلطيف الأجواء، ومنح الظل.. حتى استبشرنا بالأمس القريب بقرار إيقاف زراعة النخيل في الطرقات والحدائق بشكل نهائي، واستبدالها بأشجار دائمة الخضرة مناسبة لبيئتنا.
واليوم يعلن سمو ولي العهد مبادرة «السعودية الخضراء» ومبادرة «الشرق الأوسط الأخضر» لحماية الأرض والطبيعة لتحقيق المستهدفات العالمية التي تنعكس بشكل إيجابي على الأرض.
تصريح يحمل نظرة مستقبلية ثاقبة لسموه حين قال: «بصفتنا منتجًا عالميًّا رائدًا للنفط ندرك تمامًا نصيبنا من المسؤولية في دفع عجلة مكافحة أزمة المناخ، وأنه مثل ما تمثل دورنا في استقرار أسواق الطاقة خلال عصر النفط والغاز فإننا سنعمل لقيادة الحقبة الخضراء القادمة. وهذه المبادرة تسهم في تعزيز الجهود البيئية القائمة في المملكة خلال السنوات السابقة وفق رؤية 2030 لرغبة المملكة في مواجهة ما عانته من تحديات بيئية، تمثلت في ارتفاع درجة الحرارة، وانخفاض نسبة الأمطار، وارتفاع موجات الغبار والتصحر».
حراك طموح، فخورون به ونحن نسمع ولي العهد يتحدث عن المستقبل للحفاظ على البيئة، ورفع الغطاء النباتي بزراعة 10 مليارات شجرة داخل السعودية خلال الأعوام القادمة مما يعادل تأهيل 40 مليون هكتار من الأراضي، ومما يعني زيادة في المساحة المغطاة بالأشجار الحالية إلى 12 ضعفًا.
وكما ذكر سموه بأنه بالنظر إلى الوضع الراهن لم يكن بدء هذه الرحلة نحو مستقبل أخضر أمرًا سهلاً، ولكن تماشيًا مع رؤيتنا التطويرية الشاملة فإننا لا نتجنب الخيارات الصعبة، ونرفض الاختيار المضلل بين الحفاظ على الاقتصاد أو حماية البيئة، ونؤمن بأن العمل لمكافحة التغير المناخي يعزز القدرة التنافسية، ويطلق شرارة الابتكار، ويخلق الملايين من الوظائف.
يحمل سموه على عاتقه حلم الجيل الصاعد في المملكة وفي العالم حين قال: «يطالبون بمستقبل أنظف وأكثر استدامة ونحن مدينون لهم بتقديم ذلك».