د.عبدالعزيز العمر
يبدو أنه كان لا بد من جائحة كورونا لكي يكتسب التعليم عن بعد احترامه وهيبته وأهميته، وهذا ما حدث فعلا. فيما مضى من الوقت كان التعليم عن بعد لدينا يعد ضعفا لدى كل من تعلم عن طريق هذا النظام، فمثلا في بلادنا كان التعليم العالي يرفض معادلة أي شهادة لطالب تخرج في جامعة أجنبية (مهما كان تصنيفها) وفي سجله الدراسي ما يزيد عن 15 % من الساعات الكلية درسها عن بعد، وتختلف الجامعات (في أمريكا) في درجة توظيفها للتعلم عن بعد، فبعضها يقدم برامج دراسية تعتمد كليا على نظام التعليم عن بعد، وبعضها يقدم برامج دراسية تعتمد كليا على الحضور فقط، وبعضها يقدم برامج دراسية هجينة، أي برامج دراسية تعتمد على نظام التعليم عن بعد والنظام الحضوري معا. خلال فترة جائحة كورونا التي توقف فيها التعليم الحضوري ظهر جليا للتربويين والباحثين الدور المحوري للتعلم عن بعد. لا أحد يجادل أن التعلم عن بعد لا يقل فاعلية عن التعلم الحضوري وذلك عندما يتعلق الأمر بتدريس الرياضيات أو العلوم الطبيعية.
من جهة أخرى هناك من يرى أن التعلم عن بعد أقل فاعلية من التعلم الحضوري في تحقيق الأهداف التعليمية المهارية والوجدانية، فقد كشف تقرير لليونسكو أنه بسبب جائحة كورونا سيكون مستوى القراءة لدى 100 مليون طفل حول العالم دون الحد الأدنى.