فوزية الشهري
مبادرة «السعودية الخضراء» ومبادرة «الشرق الأوسط الأخضر» واللتان أعلن عنهما صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- لمواجهة التحديات البيئية، وهي رؤية سعودية طموحة لتعزيز حماية البيئة وتنميتها ودفع عجلة مكافحة التغير المناخي، ومبادرة السعودية الخضراء ستعمل على تقليل الانبعاثات الكربونية بأكثر من 4 % من المساهمات العالمية، وكذلك رفع الغطاء النباتي ومكافحة التلوث وتدهور الأراضي والحفاظ على الحياة البحرية. وهاتان المبادرتان تأتيان تعزيزًا للجهود البيئية القائمة في المملكة، ورغبة جادة لمواجهة ما عانته من تحديات بيئية مثل ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض نسبة الأمطار وارتفاع موجات الغبار والتصحر. وهي جزء من جهودها لتعزيز الصحة العامة ورفع مستوى جودة الحياة للمواطنين والمقيمين فيها. وقد ختم أميرنا الطموح حديثه بقوله إنه فخور بالإعلان عن المبادرتين وأنها مجرد بداية.
ونحن كشعب فخورون بقيادتنا ووطننا الذي يقود العالم نحو التقدم ويسعى لتوفير مستقبل أنظف واستدامة لموارده الطبيعية للجيل الصاعد.
تأتي هاتان المبادرتان بعد الإعلان عن (ذا لاين) المدينة الخالية من الكربون، ويصاحب ذلك الاهتمام الكبير بالمحميات والمشاريع البيئية الضخمة، وتعدُّ حماية البيئة نظامًا أساسيًا اهتمت به المملكة ضمن خطتها المستقبلية وتحقيق رؤيتها 2030 .
ولكن... هل يوجد إعلام بيئي متخصص يواكب هذه المشاريع الضخمة؟ هل يوجد إعلاميون بيئيون للمساهمة في التوعية البيئية وتناول القضايا البيئية باحتراف؟ هل يوجد دورات لتأهيل الإعلاميين لنشر الوعي البيئي أو التعامل مع المشاريع والقضايا البيئية باحتراف؟
أعتقد وبرأيي الشخصي أن الإعلام المتخصص في شئون البيئة لا يزال في مستوى أقل من ضخامة المشاريع التي تم إطلاقها، وكذلك يحتاج إلى اهتمام أكثر عبر وضع أقسام متخصصة له في كليات الإعلام حتى نستطيع مواكبة هذا التقدم البيئي الذي نشهده. والإعلام البيئي يجب أن يتجاوز مرحلة نقل الحدث فقط إلى تسليط الضوء على المشاكل البيئية من بدايتها، والمساعدة على إيجاد الحلول لها وليس بعد وقوعها، وكذلك المساعدة على نشر الثقافة البيئية والرقي بالوعي البيئي، والإعلام هو أداة فعالة إذا حسن استثمارها. ونحن في بلد طموحه عنان السماء، وشعب همته مثل طويق، وقيادة تصنع المستقبل، فلا صعب ولا مستحيل يواجهنا بعون الله.
الزبدة: لا نهاية للطموح