الهادي التليلي
يحتاج الواحد منا إلى كثير من الوقت حتى يتسنى له أخذ مسافة نقدية من الواقع ومكونات التأثير فيه كي يتخذ موقفاً عميقاً يمثل وجهة نظره ويفي لرغبته في المساهمة والتأسيس خاصة في هذا الواقع المتحول الذي يفترض وجود نسق موازٍ لتطور مكوناته والفاعلين فيه بمعنى أن الواقع بأحداثه التاريخية يتحرك باستمرار وبنسق يذكر بحركة دوران الأرض حول نفسها وباقي الكواكب التي تحوم في مجرتها هذه السرعة في مدى التطور التقني المتسارع وتطور وسائل الحصول على المعلومة جعلت المشهد تتقاطع فيه الجهود والمصالح العلمية مع العسكرية الاستخباراتية مع الإعلامية فكانت الأقمار الاصطناعية التي حولت مشهد الإعلام المرئي إلى منتج مستفيد من الحضارة الجديدة التي أصبحت متقادمة لدى من سابقوا الزمن ودخلوا لحظة ما بعد حداثة المعلومة وصناعة قوالبها.
فالفضائيات التي كانت في تناسقها باقات متشابكة ومتنوعة حسب المجالات لم تكن مجرد ناقل لأحداث وقعت وتقع في التاريخ بل مساهمة في صنعها وتحويل الأحداث التي تعيشها البشرية إلى صناعة قائمة بذاتها في الاستثمار في المعلومة وفي الدراما وسائر المحتويات المرئية فبرزت صناعة الأخبار التي حولت الشيء التاريخي إلى مادة سمعية بصرية عابرة للزمن. فالتاريخ المتحرك كما ذكرنا يستوجب ما يشبهه من إعلام متعدد السطوح من بين مكوناته الإعلام السمعي البصري الذي تعكسه لنا شاشات الفضائيات التي تحولت إلى استثمارات للدول وللكيانات الاقتصادية فصارت الفضائيات تعيش من نجاحاتها فكلما كان المنتج البرامجي لافتاً كانت المساحة الزمنية لبثه مسيلة للعاب المستشهرين والراغبين في تنمية أرقام مبيعات الشركات المنتجة لمواد منافسة وكلما كان ظهور نجم ما في أحد البرامج كانت مستقطبة لعدد مشاهدات أعلى وهو رأسمال حقيقي تقيم من خلاله الفضائيات في جانب من جوانبها أنها صناعة متجددة صنعها الواقع وتبناها الحقل الإعلامي فكانت جد مؤثرة في حركة التاريخ وهنا تحضرنا لحظة تاريخية كان الإعلام المرئي مؤثراً جداً فيها سواء كان الحدث المرجعي مفبركاً أم حقيقياً ونعني به محاولة الانقلاب الفاشلة على الرئيس التركي محمد طيب رجب أردوغان وكيف استطاعت مكالمة هاتفية تم بثها مباشرة في قناة سي إن إن تركيا والتي تمت بواسطة أحد برامج التواصل الاجتماعي مع المذيعة هند فيران من مخبئه أن تغير مجرى انقلاب ومغيراً لواقع حرب انقلاب قالبة المنتصر إلى مهزوم.
تنامي الاعتداد والوثوق بالمشهد السمعي البصري تغير معادلة السائد حيث كان أنصار مدارس الإعلام الكلاسيكية يرون بأن الإعلام يقتصر على الصحافة المكتوبة ولكن الواقع الذي يرفض أحادية الجانب في تكون مفاصل سلطته الرابعة جعل الإعلام المرئي ركناً أساسياً في المشهد الإعلامي حتى أن بعض المتعصبين له أصبحوا ينظرون إلى موت الصحافة المكتوب وهو ما دحضت أطروحته أزمة كورونا التي جعلت جمهور الإعلام المكتوب متعالياً ومعافياً لسوق الصحافة المكتوبة حتى أن جريدة مثل واشنطن بوست أو لوموند الفرنسية وغيرهما تصدران طبعاتهما بملايين النسخ وتنفد طبعاتهما لتلهف القراء عليهما على الرغم من كونهما مشفعتين بطبعات إلكترونية.
هذا وغيره انعكس على مشهد الإعلام المرئي العربي الذي تترجمه خاصة الفضائيات التي لم تكن في تسعينات القرن الماضي تتجاوز الثلاثين قناة لتصبح الآن أكثر من 1400 قناة علماً بأن إحصاء اتحاد إذاعات الدول العربية غير المحدث يراها 1394 قناة فقط دون اعتبار للقنوات الأجنبية الناطقة باللغة العربية التي تقدم للعالم العربي من دول عديدة تستهدف المشاهد العربي لعل من بينها BBCوفرنسا 24 وRAI العربية الإيطالية وروسيا اليوم وقناة الصين الشعبية وكوريا الجنوبية وغيرها القنوات العربية التي تقدم ما يزيد عن 25 ألف ساعة بث يومية هذا وتستقطب مجالات مشاهدة عالية جداً وباستثمارات تفوق أحياناً ميزانيات بعض الدول الفقيرة جديرة بأن ينظر إليها بعين المتأمل.
فأولاً هذه الفضائيات التي نشأت في سياق انتشار كوني لهذا النوع من منصات الإعلام لم يأت نتيجة وعي وترجمة لحاجات في التقبل مبنية على وعي عميق بسوسولوحية التقبل ورغبة في توفير مادة يحتاج إليها المتقبل في مختلف المجالات كالسياسة والثقافة والرياضة والفن والترفيه وغيرها وإنما لتمكن بعض الكيانات من باقات على الأقمار الاصطناعية أوللرغبة في التواجد على خارطة المشهد السمعي البصري لدول ما تعد الإعلام قطاعاً سيادياً لا بد من توفره كواجهة للدولة وترجماناً للمنجزات وجبهة دفاع ضد الخصوم.
ثانياً التجارب ومغامرات الاستثمار فيه بغاية الربحية المادية جعلت عديدا من القنوات هنا وهناك مردوخية الشكل والتوجه نسبة إلى كيث روبرت مردوخ يغلب عليها الاستثمار في الإثارة بمختلف أصنافها دون الاهتمام بالرسالة الإعلامية ولا بالرهانات الحضارية التي ترسخ وتعمق نجاحات الدول وتسهم في نماء ورقي مجتمعاتها وبناء إنسانها فالعالم العربي الاستثمار في الفضائيات فيه لم يكن يشبه طموحاته فكان إما المستشهر أو الداعم المالي هو المحدد لخطها فكم من صاحب قناة انتهى به الأمر بالسجن لأسباب مالية وكم من صاحب قناة انتهى به المطاف إلى أزمات صحية والأمر يفيض عن المساحة وفي المقابل كم من صاحب قناة تحول إلى مردوخ عربي فاحش الثراء ومؤثر في الخط العام فالخط المردوخي الذي سارت فيه أهم القنوات الخاصة العربية عمق برامج المجتمع التي تستثمر في آلام الآخرين، حيث وجدت أسهل الطرق أمام قاعدة الكسب الأعلى بأقل التكاليف أيضاً الاستثمار في الشأن السياسي العام جعل هذه القنوات إما أبواقاً أو ضحايا لحسابات سياسية فالاستثمار في مشهد الفضائيات بالعالم العربي عموماً باستثناء بعض التجارب لم تكن تجربة ناضجة ومضيفة للمشهد، بل مساهمة في نحت واقع غير نامٍ ومعطل للتنمية، كما كرس مسألة البلاتوهات الإعلامية غير المكلفة التي تجتر نفسها وتسقط المشاهد في البسيط المكرور تصنع نجوماً من ورق يعدون نماذج لصنع أجيال فارغة من المحتوى.
ثالثاً هناك رغبة من الذين يطمحون لتصدر المشهد العالمي من خلال واجهات إعلامية عملاقة على غرار بعض القنوات الإخبارية التي هي النسخ العربية من الـBBC، حيث نجد العديد من هذه القنوات العربية قد استطاعت أن تفتك مساحات مشاهدة عالية جداً وأن تصبح فعلاً BBC ولكن ليس في خدمة الصالح العام العربي بقدر خدمتها لجبهات خارجية وتكريس نموذج غربي متعال عن المنافسة وتعميق ألم العالم العربي بما لا يفيد رغبته في التطور والمنافسة فالعالم العربي أنتج فضائيات متطورة جداً على المستوى التقني وبعضها استنجد في لحظة التأسيس بمنتجين وتقنيين كانوا ينتمون لأعرق القنوات العالمية ولكن هذا التطور في الشكل والصورة والاستوديوهات عالية الجودة والجمالية والإمكانات لم يصنع التنمية الإعلامية المنشودة وبقيت عند حد الكوبي باست في أغلبها وجهود الدول والكيانات في فكرة الإنشاء عبث بها كسل المنتجين وتقشف المشرفين في مجال تعد فيه الأرقام المالية آخر شيء يحدد مسبقاً وإنما تقدر مخرجاتها وبنتائجها، حيث لم نر قناة عربية واحدة استطاعت أن تصل إلى أوهان وتشفي غليل مشاهديها بتحقيقات فعلية لا مجرد استجوابات مرتجلة لبعض العرب العالقين خلال الحجر لم تقدم قناة عربية من 1400 قناة خطوة إبداعية وسبقاً إعلامية بتحقيق مصروف عليه كمادة ومحتوى لأزمة كان الإعلام الغربي ولا يزال يغمض عينه اليمنى عن الوصول الفعلي لأسباب النشأة لم نر برنامجاً عربياً واحداً يستقبل الفلاسفة والمفكرين المؤثرين في سياسات العالم مثل فوكوياما المنظر العميق للحزب الديمقراطي الأمريكي وهابرماس منظر الديمقراطية الألمانية وإدغار موران منظر العقل الفرنسي المعاصر وسلافيو جيجك فيلسوف لحظة كورونا بامتياز وطبعاً نعوم تشومسكي المفكر المعاصر الذي يرجع إليه ساسة العالم وعامتهم في الراهن المؤثر لاستشراف الآتي قبل أن يأتي من خلال منظري البلدان المؤثرة في العالم ومحاورتهم.
رابعاً السياسات الداخلية والبيروقراطية القاتلة داخل إدارات الكيانات التي تدير بعض هذه القنوات تعد مصنعاً للإحباط وتبني مقبرة لأحلام المبدعين لكثرة اللاءات وتعدد الخطوط الحمراء وتدخل الآخرين في الخط التحريري، بل حتى في اختيار الفاعلين من منشطين وغيرهم مما يحول مقولة أنا مبدع إذن أنا موجود إلى أنا مسنود أنا موجود، كل هذا يجعل المصدح مكبحاً يحد من الإبداع والخلق، إضافة إلى انتشار عقدة قتل الأب عند بعض القدامى في هذه المنشآت الإعلامية يجعل المبدع مجرد باحث على الاستقرار الوظيفي منتحراً إبداعياً ومساهماً من حيث لا يشعر في تردي المشهد.
خامساً ترسخ ميكروفيزيا السلطة في وجدان الفاعل الإعلامي فيصبح الخوف من الخطأ خطأ فظيعاً ويصبح الخوف الداخلي الذي كثيراً ما لا يكون له وجود إلا في وجدانه عائقاً أمام الإبداع وحارماً للمشهد من مبدع خاف من إبداعه، لذلك ترى في كثير من الأحيان القيادي السياسي أكثر جرأة على تغيير الواقع من الإعلامي الذي من رسائله التأسيس لواقع أجمل وكم يصدمك أحياناً أن ترى الإعلامي يسير بسرعة لا تتجاوز عشر كيلومترات في الساعة والقيادة السياسية تسير بخطى ثورية تتجاوز ثلاث مائة كيلومتر في الساعة وأكثر فالأيادي المرتجفة لا تصنع التاريخ ووجودها فيه كعشبة طفيلية في طريق التنمية.
سادساً من أسباب هذا التصحر في المعنى والإبداع التقوقع الإيديولوجي حيث تصبح بعض القنوات مجرد بوق للسب والشتم ويتحول الإعلامي الذي هو فارس السلطة الرابعة إلى بوق دعاية إيديولوجية فارغة المحتوى الإبداعي هذا التقوقع الإيديولوجي يجعل المنخرطين فيه في التسلل خاصة بعد حصول تغيرات على مستوى العلاقات الدولية وتغير نهج السياسات الخارجية التي هي بطبعها زئبقية لا يقر لها قرار فتكون شاشة التقبل متعددة التفرعات البراغماتية وهو ما رأت فيه كايت هانبرجر الألمانية مصعد السقوط الدائم في الخطاب، فعندما تكلم الجميع وتقصد البعض ظاهراً وتشفر رسائل ولاء للبعض وعداء للآخر تنتهي محطتك في أول منعرج تاريخي.
سابعاً عقلية الكوبي باست التي ترسخت في عمل عدد كبير من الفضائيات العربية أسهمت في ترسيخ عقلية الدونية لشعوبها بتصويرها للآخر الغربي والنموذج الآخر صنماً وقدراً على الشعوب العربية أن تستكين يائسة عن مقارعته تنموياً فبعض الدول العربية كالسعودية مثلاً حققت نجاحات كبيرة واستطاعت أن تنتصب كقوة عالمية رائدة فخلال جائحة كورونا كانت الدولة الأكثر منحاً وكان تنظيمها لقمة مجموعة العشرين حدثاً فارقاً في تاريخ القمة على الرغم من الظروف القاهرة التي انعقدت فيها ومع ذلك وبالرغم من الزخم الكبير من الأحداث التي رافقتها على مستوى أعمال كل اللجان انتهى الحديث عنها بمجرد نهاية القمة والسبب ربما لأن القنوات العالمية المرجع في القص التفتت لصفحات أخرى تتماشى ومصلحتها بمجرد نهاية القمة وسارت معها بعض قنواتنا متناسية أن للفضائيات دوراً محورياً في إبراز نماء بلدانها وعملية إبراز نقاط قوة شعوبها مسألة مهمة جداً في نجاح جهود التنمية بها، كما أن الولاء الإبداعي الأعمى الغربي الذي له ثقافته التي نشأ فيها والتي تختلف في تفاصيلها البسيطة والفاعلة بالنظر إلى نمو دراسات سوسويلوجيا التقبل التي تكون هذه القنوات متعاقدة ومتفاعلة معها هذا الكوبيباست أو التقليد الأعمى يجعلنا أحياناً مجبرين في بعض فضائياتنا العربية المتوجهة لمشاهد عربي الصباحي بعقليته والذي يهمه سماع ومشاهدة المبهج والمريح صباحاً لمشاهدة حوار حول سن نهاية الطمث في مفتتح يومه دون مراعاة لجمهور المشاهدين الذي نصفه من النصف الآخر وعدد مهم جداً معني بهذه اللحظة البيولوجية المقلقة لفئة كاملة باشرت عمل يومها وتمكنت من المشاهدة والخروج بطعم مر يعطي طاقة سلبية عميقة الأثر في يومه حال ذلك حال التنافذ حول سرطان الثدي صباحاً وبشكل متناقض مع طبيعة تركيبة ذهن المشاهد العربي ثقافة الكوبي باست تأخرت بمشهد الفضائيات وشكلت الحل الأسهل لملء مساحات بث تعد غالية الثمن بمادة أقل ما يقال عنها لا تشبه مشاهدها في فكره ووجدانه.
ثامناً غياب الوعي الانتقائي ما تراه في هذه القناة تجده في الأخرى وتكاد تشاهد جميع المحتويات بمجرد مشاهدة إحداها لكن بعد وقت من مشاهدتك لها في إحدى القنوات العالمية وبنفس الكيفية وهنا يستوقفني مثال صارخ، فالدول العربية التي هي في صراع وجود مع المد الفارسي الإيراني الذي خطره الفكري لا يقل عن خطر تمدده الجغرافي بعض الإخباريات العربية حتى وهي تتعامل مع الخطر الإيراني بالنقد فإنها ولأسباب منها غياب الوعي الانتقائي فإنها تخصص من زمنها الإخباري ربع المدة مما يسهم في صنع كاريزما كونية لبلد يعيش ثلث سكانه تحت خط الفقر ويحاول الغرب أن يصنع منه المختلف السالب القوى وهو من أسهم في صنعه وفي المقابل تجد المادة التي تبرز منجزات البلد العربي منشئ هذه القناة لا تتجاوز الدقيقتين أحياناً وهذا مؤلم لأن هذا الإعلام حصد كل المكاسب التي يحلم بها أي كيان إعلامي عالمي، لكن مع الأسف يسير عكس الخط المراد له.
الفضائيات العربية سمحت بتنامي ظاهرة مشاهير السوشل ميديا الذين وعلى الرغم من محدودية إمكانيتهم المادية لحظة التأسيس استطاعوا افتكاك نسب إعجاب ومشاركة تفوق أحياناً بعض هذه القنوات المتعوب عليها من الجميع، بل صارت هذه القنوات تستنجد بهم للترفيع في نسب المشاهدة دون أن تشكل خلية تفكير لمعرفة الأسباب التي من بينها أن جيل الشباب لم يجد الصدق الذي يبحث عنه حتى في مستوى الحد الأدنى البسيط وهو ما وجده في هذه المنصات على الرغم من أن المقدم عادي جداً عند مشاهير التواصل الاجتماعي في أغلب الأحيان إلا أنه يشبه ما يريده هذا الجيل الذي يريد شيئاً يشبهه وكأن هذه الفضائيات غير معنية بدراسة علم اجتماع الثقبل ومعرفة الحاجات الاستهلاكية لدى المتقبل، بل تجد هذه القنوات لا تهتم حتى في صمتها في التفكير في استعادة الطاقة الجماهيرية وقوة المشاهدة خارج الأرقام الوهمية التي ترضي غرورها وتضعها بعيدة على النظر إلى نفسها في المرآة التي قد يتم شراؤكم منها عبر كيانات التسويق الإلكتروني.
الفضائيات العربية في تناولها للشأن العام بمختلف تفاصيله على الرغم من هذه النقاط حققت بعض النجاحات ولكن تبقى بعيدة جداً عن المأمول ولم تحقق كينونة وهوية إعلامية متفردة، بل لم تنتقل إلى لحظة الاستثمار في صناعة القوالب والأشكال البرامجية التي تباع كفرانشيز إعلامي، كما لم تستثمر في صناعة المنتجات الإخبارية، بل بعضها لم يدخل حضارة الدبلجة أو الترجمة النصية التحتية لبعض البرامج المنتجة ذاتياً كسباً لمشاهدين غير ناطقين باللغة العربية وكثيراً منها لم يرتق إلى لحظة الاستقلال الذاتي على الرغم من أن الإمكانات المتاحة لها تسمح بصناعة درامية عالية التطور والسبب أن بعضها سعيد بالموجود غير متألم لأنه لم يحقق المنشود.