الكتاب - السلام عليك أيها الشيخ هذه تحيةٌ
الشيخ - أستوقفتني في الطريق فجأة
وتسألني إلى أين أنتَ ذاهب؟
الكتاب -نعم فـ أنت متهندمٌ هكذا
الشيخ - حتى أنت أوراقٌ بيديك
وبريقٌ في عينيك واهب؟
[يتمتمان بكلماتٍ خجلى]
الشيخ - أنا «وجهازي»؟!
الكتاب - أضحكتني.. وكأنك كاهنٌ
الشيخ - وأنتَ ما زلتَ في مغارة عبقر راهب؟
(اعتدل في مَقْعَدِهِ... فتبسمَ ضاحكا)
الكتاب - أفكاري مشتتةٌ منذ ظهرت فينا
الشيخ - ماذا أقول لـ كتابٍ أقلّ ما فيه
للسطر وقمره غارب!
الكتاب - بل أنت قاسٍ للحرف ضارب !
الشيخ - الضرب على الكلمات موطني
أنا العالمٌ الجديد في الخيال
الكتاب - وعطرُ الحروفِ في داخلي
من السحر الحلال، ولمثلك يا شيخنا أخاطب
الشيخ - جئتُ أشمُّ عبيرَ الياسمين
الكتاب - وأصافحُ الحضورَ الأمين
الشيخ - وهم بالتصفيق لي
مِن الشوق لاهب
الكتاب - سأرقص على فنائك مهما بلغت من مناصب! وسأجعلك في دفتري عاصب العينين ، مكتوف الهوى وإلى سجن الفضاء غاصب
الشيخ - سيلقون علينا بعض ما لديهم
الكتاب - سأطوف معهم حول حروفي
الشيخ - بين نصٍ مشرّق وهارب?
الكتاب - معي قلمي يدوّن فيّ قصائدهم
وبضعُ جُمَلٍ بهما أحارب
(انتهى الحِوار بين شيخٍ وكتاب ولا نعلم أيهما إلى الحقِّ بالليل مستخفٍ وإلى النهار سارب)
أيها القرّاء الأعزّاء أنتهيت من آخر سلسلة من هذه القراءة المتعمّقة حسب وجهة نظري في الملامح وخلال هذه المجلة الثقافية العريقة من صحيفتنا الجزيرة ، وختمتها بحوارٍ افتراضي بين الشيخ « قوقل» والكتاب مشيرا بأني لازلتُ أبحثُ في أسئلة عريضة وإجابات طويلة وقد لا تكفي :
متى ولماذا وكيف اقرأ؟! وأضيف مقطعا هنا للشاعر الراحل نزار قباني حين قال في نصٍ له:
ما أصعب الأدب ...!
فالشِعْر في بلادنا لا يقرأ لذاته
لجرسه .. أو عمقه ... أو محتوى لفظاته
فكل ما يهمنا في شعر الشاعر هذا الشاعر
ما عدد النساء في حياته؟
وهل له صديقة جديدة؟
فالناس .. يقرؤون في بلادنا القصيدة ..
ويذبحون صاحب القصيدة
سطر وفاصلة
كفى
والدمع في خاصرة جفني....كفى
والحُلم في تباشير عطري .... اكفى
والروح في أحضان سطري ...كفى
وفراقك في قلبي اكتوى
كفى
يا أجمل أحلام الهوى
كفى
تعالي نغنّي للحياة من محيط
بيتنا ، إلى خليج قصيدنا
ونراقص المحتوى
كفى
هاك يا صباحي يا مسائي
يا قِبْلة العشّاق ويا حرفي
المصطفى
** **
- علي الزهراني (السعلي)