ضحكت عيني رغم البكاء الذي يحتقن أحداقها
ويتوارى وراء جفنها..
لم يكن الوقت مناسباً للصراخ ..
ولا لأقول ما يفترض عليّ قوله حينها..
يعيش المرء حلماً يراهُ يحوم حوله يشم عطره
ويسمع صوته ويداعب وجهه..
لقد بكيت بصوت فاق صدري إلى السماء
أعلى صمت سمعتهُ حتى الآن من قلبي ..
لقد رجوتهُ رجاءً لم يخطر على بالي صدقهُ لهذا الحد من اليقين ..
جميعنا تأتينا اللحظة التي ننضج معها .
وقد يكلفك النضج هذا عُمرك وقد يكلفك ليلة .!!
الفارق ليس بذاك المهم ..
لم تكن النار التي تولت نضوجي بذلك الغليان
المتاح .. فكلما أوشكت على ذلك منعني أحدهم .
حتى تولت السنين الوجع وبدأت تلمس أحلامي وأيامي ..
عندما التفت للجهة الخامسة من حياتي وجدت بالفعل أنني لم أفعل بها شيءٍ لذاتي ..
لقد كانت فارغة مشاعرا وطموحا.
ثُم انبلجت ..!!
شُقت بِك استحالة القدر .
كما يشقُ الغيم نفسهُ عن وجه الشمس .
وصلني دفؤك رغم صقيع التقاليد ..!!
نحيط .. دمع تجمع في عمق صدري كشلالات جليد.. !
علينا أن نتعلم كيف نرى في الظلمة ..
وكيف نسمع في الغرق .. وبماذا نُغني في السكوت .
كيف علينا في معمعة الحُزن أن نتصالح .
ونرفع صوت الصمت في حاجة الحديث ..
سيكلفنا الإدراك كثيراً سندفع أثماناً متفاوتة
قد تصل لتضحيات قاصمة ..
لا نعود بعدها كاملين لكن على الأقل مدركين ..
بعض الإدراك ليس جيداً دائماً ..
فمواضع الراحة ربما تكون جهلك ..!!
عندما تسمع «نحيط» روحك من بعيد يحاول وضع يده على فمه حتى لا يخرج
فأنت لست بخير ولو تظاهرت بذلك .!
فتات كلماتنا التي لم نقلها هو أصدق من الذي قيل .!!
وكل ما منعنا من قوله هو ما فعل بنا كل هذة الهشاشة ..
في الحقيقة هم لا يرون كيف كان علينا الوصول لكل هذا الشموخ ..
هم فقط صفقوا وقتما وصلنا..!
فلا أحد يعرف مدى كلفة ذلك غيرك ..
وبما أن الأمر كذلك ...
فلتختر صوت بكائك الذي يريحك بالتأني
ذلك الذي يعبر عنك ويقول ما بك
ويفضفض دمعك ..
ذلك الكثير داخلك المتمكن منك الكبير جداً في عينك..
هو قرارك الأفضل واختيارك الأول.
مثلما كنت أنت..!!
** **
- شروق سعد العبدان