- الفنان الممثل المسرحي المثقف ناصر المبارك، نشأ وترعرع في مدينة الأحساء وعاش يحب الطبيعة ونغمات أصوات البلابل والطيور وخرير الماء الذي يتدفق من خلال عيون الأحساء الكثيرة وحب الطبيعة الولادة للإبداع، استهوى فن التمثيل والتأليف، ولأن زملاءه في محافظة الأحساء كان لهم البادرة لتأسيس مكان يسمح لهم بمزاولة هواياتهم من موسيقى ومسرح وفنون شعبيه جعلته يحمل هذه الفكرة عندما شاء الله أن ينتقل من الأحساء إلى مدينة الدمام، وانتقاله من مدينة الأحساء إلى مدينة الدمام لم تمنعه من أن ينقل أحلامه لتكون في مدينة الدمام لتكون مكان ولادة أحلامه، وبدأ المشوار، حيث كون فريقاً متواضعاً من مجموعة من الشباب يحبون التمثيل ودق أبواب كثيرة تسمح له بأن يمارس هوايته وحبه في عالم التمثيل والتأليف والإخراج من خلال الأندية الرياضة في البداية ولكن طموحه أكبر أن يكون للفن مقر يستحق أن يكون هو الحاضن للإنتاج الفني، دخلوا باب تلفزيون الدمام في ذلك الوقت وتعرّفوا على بعض الطاقات التي عادت من الخارج وعملت في محطة تلفزيون الدمام المخرج والإداري، وبعد محاولات عدة ومع الإصرار ورغبة بعض الموظفين في محطة التلفزيون والشباب بقيادة ناصر المبارك تفتح بصيص أمل أن تنطلق المجموعة للعمل في بعض الأعمال الدرامية إنتاج التلفزيون، وتكون فريق متواضع ولكن لم تقف عجلت الإصرار بأن يكون فريق المسرح هو الهدف وقام الفنان ناصر المبارك بعدة زيارات إلى دولة الكويت واللقاء مع الفنانين هناك وكان منهم الفنان والمخرج الراحل صقر الرشود، ولأن تلفزيون دولة الكويت له تاريخ، حيث قدم الكثير من الأعمال المسرحية وتابعناها في فعاليات دورات الخليج التي كانت الكويت تشارك في الفعاليات الثقافية مصاحبةً مع الفعاليات الكروية، كان للفنان ناصر المبارك فرصة المتابعة وأخذ منهم الكثير من الأساسيات لتكوين فريق مسرحي، حيث كان يعتقد أن رسالة المسرح من الأمور المسلم بها لتطوير المجتمع من خلال طرح القضايا الاجتماعية على شكل مسرحي، تم إنشاء فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام وتسلّم الفنان ناصر رئاستها لمدة أكثر من عامين، ولكن بدأت تظهر أمامه بعض العقبات التي لا تتناسب مع توجهاته الذي كان يخطط لها بأن يكون لهذه الجمعية الاستقلالية في قراراتها لتنفيذ ما يتناسب مع طبيعة المكان والزمان بعد أن قدم عملاً مسرحياً من تأليفه وإخراجه وتمثيله بعنوان (رقم 3) بعد جهد جهيد لظهر للنور ولكن وقف له الكثير من المعارضين لأفكاره وتوجهاته حتى تكاثروا عليه إلى إن قرر ترك رئاسة الجمعية ويكون متابعاً من بعيد وهو يتألم أن أحلامه لم تتحقق كما كان يريد، وشغل نفسه في التأليف فقط في بداية مشواره الجديد بعد خروجه من إدارة الجمعية، وكانت مسرحية بيت من ليف التي كانت من تأليفه والإشراف على تأليف أشعارها وتلحين الكلمات مع الملحن عبدالعزيز العبدالقادر، وكان من المفروض أن يكون هو مخرج العمل ولكن لأسباب عدة أبعدته عن الإخراج والتمثيل وبقي النص أخرجه مخرج آخر وقدم العمل للعرض وكانت هذه الصدمة الثانية التي جعلته يتخذ قرار الابتعاد عن الجمعية، حاول المبارك أن يستمر بطريق آخر من خلال مشاركاته في بعض الأعمال الدرامية في محطة تلفزيون الدمام وبعض الأعمال التي أنتجت خارج السعودية من منتجين سعوديين لصالح تلفزيون الرياض، وقبل ظهور المؤسسات الإنتاجية في المملكة بشكل منتشر كانت محاولات عدة تم إنتاجها من خلال جمعية الثقافة والفنون بالدمام لأعمال مسرحية شارك فيها ناصر كممثل، وبعد ظهور المؤسسات الإنتاجية ساهم في تأليف بعض الأعمال الدرامية من مسلسلات وسهرات تلفزيونية بعضها مثل فيها وبعضها فقط قدم نفسه من خلال التأليف.
تدوينة: الإعلام الفني المحلي لم يسلط الضوء على الفنان ناصر المبارك بالقدر الذي يستحقه، فأصبح في الظل، ولكن إصراره على أن يستمر وقناعة من يعترفون بقدراته إعادته مرة ثانية للساحة من خلال إخراج أعمال مسرحية، ولكن النجاح دائماً يظهر أمامه من يحبطون هذا النجاح والتميز ويهدمونه بأي شكل من الأشكال، بقي ناصر المبارك الأب الروحي والداعم لكثير من الشباب الذين يقدرون الكنز الذي كان يوجد فيه والقيمة الفنية العالية وقناعته بأن الفن رسالة تستحق أن يصارع من أجلها ليبقى موجوداً بشكله الذي كان لا بد أن يكون، وحتى آخر لحظات حياته وقبل موته -رحمه الله- كان قلمه لا يفارقه يكتب النص الدرامي والشعر والقصاصات التي تحمل جميل الأفكار.
** **
- مشعل الرشيد