د.شريف بن محمد الأتربي
كلون علمها الخفاق ستعود المملكة ودول الشرق الأوسط بإذن الله لتكتسي باللون الأخضر ضمن المبادرة التي أعلن عنها سمو سيدي ولي العهد وجه السعد يحفظه الله. ولا تعد هذه المبادرة هي الأولى؛ ولن تكون الأخيرة بإذن الله فقد سبقها الإعلان عن مدينة المستقبل «ذا لاين» التي سيجد فيها الإنسان -بإذن الله- متعته بعيداً عن صخب المدن وضجيجها وينعم بالحياة العصرية وصفاء الذهن وسط تنوع بيئي بديع وأجواء مناخية مستقرة معظم الوقت يحل فيها البحر الأحمر ضيفاً على الصحراء والجبل والوادي في الشمال الغربي من المملكة.
كما تم الإعلان في مارس 2020 عن مشروع خاص بالعاصمة الرياض، إذ يهدف مشروع «الرياض الخضراء» إلى رفع نصيب الفرد من المساحة الخضراء في المدينة من 1.7 متر مربع حالياً، إلى 28 متراً مربعاً، بما يعادل 16 ضعفاً عما هي عليه الآن، وزيادة نسبة المساحات الخضراء الإجمالية في المدينة من 1.5 في المئة حالياً إلى 9 في المئة، بما يعادل 541 كيلومتراً مربعاً، وذلك من خلال غرس أكثر من 7 ملايين ونصف المليون شجرة في كل أحياء الرياض وشوارعها.
وكذلك كانت دعوة المملكة العربية السعودية للسلام في اليمن وإيقاف الحرب أيضاً ضمن خطة إحلال اللون الأخضر لون السلام والسكينة إلى المنطقة وهي الدعوة التي رد عليها الحوثيون بإطلاق المزيد من المسيرات في اتجاه المملكة بغرض إيقاع أكبر عدد ممكن من الخسائر البشرية والاقتصادية وتحويلها من خضراء إلى لهيب من النار، ولكن الله تعالى يحمينا وبفضله ثم جنودنا البواسل تم التعامل مع هذه المسيرات بكفاءة منقطعة النظير ليصب لهيبها في قلوب مطلقيها.
ومشروع 50 مليار شجرة أو «السعودية الخضراء» و»الشرق الأوسط الأخضر»، يمثلا جزءًا من التزامات الرياض لتحقيق المستهدفات العالمية تجاه الأرض والطبيعة. كما أنه سيساعد على تقليل كلفة العواصف الرملية على النطاقات المدنية، والتي تصل سنوياً إلى ما يقارب 13 مليار دولار. كما سيعمل المشروع المحلي على تقليل الانبعاثات الكربونية بأكثر من 4 في المئة من المساهمات العالمية، وذلك من خلال مشاريع الطاقة المتجددة التي ستوفر 50 في المئة من إنتاج الكهرباء محلياً بحلول عام 2030 ، إضافة إلى مشاريع التقنيات الهيدروكربونية النظيفة التي ستمحي أكثر من 130 مليون طن من الانبعاثات الكربونية، إضافة إلى رفع نسبة تحويل النفايات عن المرادم إلى 94 في المئة. وسيعمل مشروع 40 مليار شجرة في الشرق الأوسط؛ وبالتعاون مع دول المنطقة على تحقيق نفس المكتسبات أيضاً لهذه الدول، وسيمثل هذا المشروع أكبر برنامج إعادة تشجير في العالم، وتشكّل ضعف حجم السور الأخضر العظيم في منطقة الساحل الأفريقي «ثاني أكبر مبادرة إقليمية من هذا النوع».
إن مثل هذه المشاريع الإقليمية العملاقة والتي تمثل جزءًا من رؤية المملكة 2030 توضح وبشكل جلي للعالم كله أن المملكة ماضية في تحقيق ما خططت له ولن تتوقف بإذن الله حتى تتحقق رؤيتها وتنعكس نتائجها على الداخل والخارج، وستعود الرياض وجميع مدن المملكة إلى سابق عهدها واحة غناء، وخاصة الرياض التي كان اسمها على مسمها حيث اشتُقّ اسم من طبيعة ومميزات الموقع. ومن مظاهر وحدة قرى الرياض بناء سور طيني حولها جميعاً في نحو عام 1162هـ. وكانت البساتين داخل السور تفصل بعضها عن بعض. وكان قد بُنى قبل السور (في عام 1159هـ) قصرٌ أصبح فيما بعد مقراً للإمارة حتى نهاية القرن التاسع عشر تقريباً.
حفظ الله قادتنا وبلادنا وكفانا كل شر وكل مُضل.