خالد بن حمد المالك
هذه معلومات مفرحة، وأرقام سارة، وخطوات جسورة، وقرارات مبهجة، وكل ما يمكن أن يقال عنها إنها تاريخية وغير مألوفة، وأنها تمثل مرحلة ناصعة في تاريخنا، خطواتها متسارعة، تسابق الزمن، وتضع أحلامنا نحو مستقبل زاهٍ، وتضيء دروبنا بما لا تسمح بأن يغشاها الظلام، أو يعرقل مسيرتها حدث عارض، أو عمل مقصود.
* *
وهذه أجواء تتخللها من الإنجازات ما لم نعتد عليها، أو نألفها، من حيث فكرتها، والتخطيط لها، ومثلها البحث عن أعمال لم نُسبق إليها، في ظاهرة تمثل إرادة قيادتنا في العزم والتصميم، ومواجهة التحديات، بالبناء والتخطيط، وتحقيق ما كان حلمًا في أذهاننا، فإذا به إلى منجز طموح، إلى واقع سار، وإلى برنامج شراكة لتعزيز البناء بما لا سابق له من قبل.
* *
هذا هو سلمان، وهذا هو محمد بن سلمان، طموح لا حدود له، وعمل على مدى الساعة من أجل إسعاد الشعب، ونقل المملكة إلى الصف الأول بين الدول العظمى، في مسار الفكرة فالتخطيط ثم البناء، بروح من التعاون والشراكة بين القطاع العام والخاص، وبضمانات حكومية، وثقة بالقيادة، وشعور بالمسؤولية، ودأب لا ينتهي في العمل إلى أن تبلغ المملكة الأهداف المرسومة لها، وإلى أن يتحقق للمواطنين ما كان ضمن أمنياته وبين أحلامه.
* *
اقرأوا الأرقام جيدًا، تأملوها، وفكروا فيها لتتأكدوا أننا لا نتحدث من فراغ، ولا نكتب عن عاطفة، ولا نقول دون أن نستند على الحقائق، فالأرقام لا تكذب، والأرقام لا تقول إلا بما هو كائن أو سيكون، والأرقام هي حجتنا في نثر هذه المساحة الكبيرة من أفراحنا، هي مرجعيتنا لقراءة مستقبلنا الواعد بكل الخيرات، وتحقيق الإنجازات، والتغلب على كل ما كان يحول عن تحقيقها من معوقات.
* *
يقول ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إننا سننفق في عشر سنوات أكثر مما تم إنفاقه خلال ثلاثمائة سنة، ويضيف سيتم ضخ 27 تريليون ريال في الاقتصاد الوطني، وللتأكيد أكثر فسيكون الإنفاق الأعلى منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى ومرحلتي ما قبل النفط وما بعده، ولا تقف الأرقام عند ذلك فقط، ففي التفاصيل هناك 12 تريليون ريال ستخصص للاستثمارات في الوطن، و10 تريليونات إنفاق حكومي، و5 تريليونات إنفاق استهلاكي.
* *
الأمير محمد بن سلمان يقدم لمواطنيه هذه المعلومات على شكل هدايا يثمنها المواطنون للملك وولي العهد، وضمن الأهداف، وبين هذه الأرقام سيكون التوجه نحو بناء قطاع خاص حيوي ومزدهر، وستكون من أولويات المملكة تعزيز مساهمة الشركات الوطنية في النمو المستدام للاقتصاد الوطني، وجعلها أكثر قوة، وتمكينها من استثمارات تصل إلى 5 تريليونات بنهاية 2030، وأن برنامج (شريك) سيوفر مئات الآلاف من الوظائف الجديدة.
* *
هذا بعض ما يمكن أن أقوله تعليقًا على ما صرح به سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مع أن كل رقم يحتاج وحده إلى مقال مستقل، وكل هدف يستحق أن تفرد له مقالة بذاته، لكني أوجزت القول، واختصرت الكلام، لأننا في سياق مع ما يعلن عنه سموه من خطوات للمملكة الجديدة، وللدولة العظمى، ومع كل تصريح من تصاريح سموه بمضامينها المهمة، وأهدافها التي توسّع الصدر، ومثل هذه الخطوات تضع المملكة والمواطنين في دائرة اهتمام العالم، وخير الكلام ما قل ودل.