محمد بن مفلح
بالرغم من الميزانيات الضخمة والكوادر البشرية المتخصصة في الإعلام بشكل عام والإنتاج التلفزيوني بشكل خاص، إلا أن قنواتنا ما زالت تفتقر إلى البرامج المتطورة الخاصة بأدب الطفل، لا سيما في الإذاعة والتلفزيون بكل ما فيهما من استوديوهات حديثة ذات تقنيات عالية، وتكاد البرامج ومسلسلات الرسوم المتحركة والمواد الترفيهية المقدمة للطفل السعودي تكون شبه منعدمة.
يقول عالم النفس هوفمان: «الطفل عندما يقف أمام وسيلة الإعلام فهو كقطعة الإسفنج يمتص كل ما يتعرض له». وهذا ما يدفعنا للتساؤل: هل للبرامج والمسلسلات الكرتونية الموجهة للأطفال دور في غرس الهوية الوطنية لدى الطفل السعودي؟
والإجابة أن الطفل السعودي عندما لا يجد ما يشبع ميوله ورغباته في القنوات المتخصصة للأطفال، فإنه سيتجه إلى القنوات الأجنبية الأخرى، ومن ثم يكون أكثر عرضة للغزو والغرس الثقافي، وربما يتأثر بأشكال العنف والتخريب والقتل واستخدام الأسلحة والهويات المختلفة والثقافات المتعددة.
لذا لابد من طرح عدد من الحلول المتصلة بصناعة السياسة الإعلامية الخاصة بالطفل السعودي، وأوجزها في التالي:
* حث المؤسسات البحثية في الجامعات والمراكز المتخصصة على تطوير محتوى يستهدف الطفل السعودي بشكل خاص والطفل العربي بشكل عام من خلال تعزيز الهوية الوطنية وغرس القيم الإسلامية.
* إنشاء قناة سعودية مخصصة للأطفال مبنية على برامج مختلفة وأفكار جاذبة للطفل السعودي.
* التركيز على الشخصية السعودية ضمن أهداف رؤية المملكة 2030.
* تنظيم حملات إعلانية توصي الآباء بمتابعة أطفالهم عند مشاهدة مسلسلات الكرتون، بالإضافة لإغلاق القنوات المحتوية على مضمون غير مناسب للأطفال.
* إبراز جميع اللهجات السعودية في المحتوى والبرامج التي تقدمها قنوات الأطفال يضفي مزيداً من التلاحم بين المواطنين، كذلك يعرف الوطن العربي بمختلف اللهجات السعودية.
* التنوع في البرامج المقدمة والتركيز على الابتكارات والاختراعات والألعاب الحركية التي يستطيع الطفل من خلالها التفاعل المباشر مع البرنامج المقدم.
* تجسيد الشخصيات العظيمة وأبطال السعودية عبر مسلسلات وأفلام كرتونية يستطيع من خلالها الطفل الافتخار بتلك الشخصيات.
* إنتاج برامج تتعلق بالانفتاح على العالم الخارجي واستقبال السياح في السعودية.
* تكوين الدور الإيجابي للمعلم عند الطفل من خلال المسلسلات الكرتونية والبرامج المخصصة.
* تغيير نمط صورة الشرطي المرعب القاسي الذي يضع الطفل في السجن إلى الصديق والقدوة والأمان.
* تعزيز مهارة الخطابة والإلقاء عند الأطفال وإبعادهم من الصمت والخجل من خلال عرض وإنتاج برامج تلفزيونية تعتمد على الإلقاء والخطابة وأسلوب الحوار.
* منح جوائز لأفضل برامج كرتونية مخصصة للأطفال على أن يكون المعيار عند التقييم المساهمة في تعزيز الهوية الوطنية وكذلك القيم الإسلامية العطرة.
* الاستعانة بآراء ودراسات الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين في إنتاج البرامج والمسلسلات الكرتونية وأدب الطفل عموماً.
* الابتعاد عن الشخصيات الخيالية غير الهادفة وذات الأفعال الخارقة والتي تزرع في عقل الطفل المشاهد الخيالية المبالغ فيها وغير القابلة للتطبيق على أرض الواقع.