د. عبدالرحمن الشلاش
يعد الفصل الدراسي الثاني من العام الحالي أقصر فصل دراسي مرَّ في تاريخ التعليم في المملكة لأسباب كثيرة منها استمرار جائحة كورونا ومواصلة الطلبة لدراستهم عن بعد، وقرب دخول شهر رمضان وعيد الفطر وصعوبة عقد الاختبارات بعد العيد ناهيك عن استمرار الدراسة في رمضان مع ارتفاع درجة الحرارة النسبي، ومبررات أخرى يدركها القائمون على التعليم ولا يتسع المجال للوقوف عندها وشرحها.
المؤكّد أن الفصل الحالي لن تزيد مدة الدراسة فيه وفي أحسن الأحوال عن 12 أسبوعًا ومن المعلوم أن الفصل الدراسي الواحد في العادة وبدون فترة الاختبارات لا يقل بحال عن 15 أسبوعاً ولا يزيد عن 16 أسبوعاً وهو نقص كبير ويحدث بهذا الحجم لأول مرة ولا شك أنه سيترك أثرًا بالغًا في المستوى العلمي للطلبة ولو على المدى الطويل وبالذات إذا أضفنا ذلك للفصلين الدراسيين الماضيين مع الفصل الدراسي الحالي وبالذات في التخصصات الطبية والعلمية والتقنية في الجامعات وكذلك الدراسات العليا، إضافة إلى تأثيره المرتقب على مستوى الطلبة في مراحل التعليم العام وخصوصاً في مراحل التأسيس، وفي مقررات التدريب الميداني وغيرها.
قد يسأل البعض وما الحل في نظرك لتلافي هذه التبعات المتوقعة وخاصة هبوط المستوى التعليمي والمؤشر التحصيلي؟ بالتأكيد سؤال في محله لأن هذه الإشكالية تحتاج لحل عاجل وناجع وليس لحل مؤقت لا يعالج المشكلة من جذورها لسنوات قادمة لا لسنة واحدة، حيث تأتي المناسبات الدينية مثل شهر رمضان المبارك والحج لتضطر القائمين على التعليم لاختصار الوقت، حدث هذا في أكثر من عام دراسي ويحدث هذا العام، حيث ستنتهي الدراسة تماماً قبل نهاية شهر أبريل وهو وقت مبكر، حيث في العادة تكون نهاية العام الدراسي في يونيه الشهر السادس من العام الميلادي أي بعد حوالي الشهر والنصف من العام الحالي.
هناك مجموعة من الحلول يمكن الأخذ بها كي تتم المحافظة على المدى الزمني للدراسة دون تأثير على الأقل في السنتين القادمتين، حيث تكون بداية الدراسة في بداية الشهر الثامن الميلادي أغسطس أو في منتصفه على الأكثر بعد عيد الأضحى المبارك لتنتهي الدراسة بحلول شهر رمضان المبارك ويستمر هذا الحل حتى زوال الجائحة وكذلك دخول شهر رمضان في فصول الاعتدال الربيعي وحينها يمكن ترتيب مواعيد البداية والنهاية بسهولة.