إن مصطلح الرعاية الصحية الأولية انطلق رسمياً بناء على آلاف من البحوث العلمية والدراسات وابحاث علمية ومؤتمرات عندما تخمرت الفكرة غير المسبوقة لدى العلماء والاقتصاديين.... الخ، اتضح للباحثين توصيات كثيرة بغالبية الدراسات، لذلك عقد مؤتمر آل ماتا في الاتحاد السوفيتي - روسيا الآن - عام 1979م واجمع العلماء بضرورة توفير الحد الأدنى للرعاية الصحية من ثمانية عناصر تبدأ بالتوعية الصحة وتنتهي بصرف الدواء وبرزت حاجة المجتمعات للمراكز الصحية الاولية.
واستمرت سنوات بتطبيق هذا المفهوم ونسوا أن ذاك ندرة التخصص، وتختلف كل دولة حسب امكانياتها، فهناك دول متقدمة أو متخلفة لم يقتنعوا بالفكرة ومن أبرز الدول فرنسا. وكثير من الدول أنشأت مراكز صحية اولية. وبعد مرور خمس سنوات اكتملت الدراسات ومن نتائج الدراسات برزت الحاجة للتغلب على عيوب الرعاية الصحية الأولية، وتم اول اجتماع مؤتمر اوتاوا 1986م اوصى المؤتمرون على مفهوم ومصطلح حتمية تعزيز الصحة في عالم تسوده العولمة الخاص بمنظمة الصحة العالمية هو العملية التي تمكن الأشخاص من السيطرة على صحتهم وعواملها الحاسمة، بما يترتب عليه تحسين صحتهم الوسيلة الرئيسية لتعزيز الصحة وهي من خلال تطوير السياسات العامة الصحية التي من شأنها تناول المتطلبات الأساسية للصحة مثل الدخل، والإسكان، والأمن الغذائي، والعمالة، ونوعية ظروف العمل. وهناك اتجاه سائد بين مسؤولي الصحة العامة والحكومات - وهذا هو الحال خاصةً في الدول الليبرالية مثل كندا والولايات المتحدة الأمريكية - للحد من تعزيز الصحة لصالح التعليم الصحي والتسويق الاجتماعي الذي يركز على تغيير العوامل السلوكية التي تعرض الصحة للخطر.
وقد أبرزت الأعمال الأخيرة في المملكة المتحدة (ممارسة دلفي للمشورة المقرر أن تصدرها الجمعية الملكية للصحة العامة والمركز الوطني للتسويق الاجتماعي أواخر عام 2009) التي تناولت العلاقة بين تعزيز الصحة والتسويق الاجتماعي الطبيعة التكاملية المحتملة للمناهج وعززتها. بينما حدد استعراض مستقل (مركز نيزدن للمراقبة «إنها صحتنا» 2006) أن بعض أساليب التسويق الاجتماعي في الماضي قد اعتمدت نهجًا ضيقًا أو محدودًا، وقد أخذت المملكة المتحدة على نحو متزايد زمام المبادرة في المناقشة ووضعت نهجًا أكثر تكاملية وإستراتيجية (انظر التسويق الاجتماعي الإستراتيجي في التسويق الاجتماعي والصحة العامة لعام 2009 صحافة أكسفورد) وتبنت نظامًا كاملاً ونهجًا شاملاً، يدمج التعلم المتعلق بمناهج تعزيز الصحة الفعالة مع التعلم ذي الصلة المتعلق بالتسويق الاجتماعي والتخصصات الأخرى. ومن النتائج الرئيسية التي أسفرت عنها مشاورات دلفي، ضرورة تجنب «حروب الأساليب» التعسفية غير الضرورية والتركيز بدلاً من ذلك على مسألة «الاستفادة» وتسخير إمكانات التعلم من التخصصات والمصادر المتعددة. ويمكن القول بأن مثل هذا النهج يتمحور حول الكيفية التي تطور بها مفهوم تعزيز الصحة على مدار السنوات التي مضت في التعلم من مختلف القطاعات والتخصصات للتعزيز والتطوير.
نحن في دول الخليج عام 1993م فشلت المراكز الصحية للأسباب الآتية، ان الانسان لم تشبع حاجاته وبدأ مؤشر المنفعة لم تصل للحد الاعلى، وعزوف السكان عن المراكز الصحية لاسباب كثيرة. يفترض اعادة النظر في جدوى طبيب الاسرة والمجتمع، ولكي تنجح يجب رفع تأهيل المراكز الصحة واعادة النظر في العناصر، فمن تجارب الدول الناجحة فإن Gatekeeper ينتهي من بكالويوس طب وجراحة ثم يتخصص بشكل عام ان يحصل الطبيب على درجة أخصائي في احد التخصصات الاربعة وغيرها ويعمل في تخصصه ثلاث سنوات بعد ذلك يكمل دراسته للحصول على لقب طبيب اسرة ومجتمع. ولكي نرفع درجة مستوى جودة الخدمات الصحية، يتطلب الأمر انشاء وظيفة مركز اداري كنائب لوزير الصحة، وان كانت دول سبقتنا باستبدال مسمى وزارة الصحة إلى وزارة تعزيز الصحة. فلو طبقنا مبادئ تعزيز الصحة لحققنا مكاسب بسبب تعزيز صحة الفرد والمجتمع وحققنا مثلا على الصعيد الاقتصادي رفع GDP اضعافا مضاعفة ولتحسن الحالة الاجتماعية والامنية والاقتصادية والثقافية، وبهذا يصبح المواطن يستمتع بجودة الحياة الصحية وغيرها من المكاسب، لقد سبق أن كتب في الصحف مقالات منذ عشرين عاما تحث الوزارة باستعادة تعزيز الصحة المغيب، وليعلم الجميع أن تعزيز الصحة خير من الوقاية وبذلك تعزيز الصحة يكون أولاً.
- يتبع