محمد سليمان العنقري
حتى أكتوبر من العام الماضي كان العالم يبحث عن ضوء في آخر النفق المظلم الذي دخلته البشرية بسبب جائحة كورونا، كوفيد - 19 وعندما أعلنت شركة فايزر عن نجاح المرحلة الثالثة والأخيرة من اختبارات لقاحها اجتاحت العالم حالة تفاؤل غير مسبوقة وظهرت بشكل جلي في أسواق المال والسلع التي ارتفعت بنسب عالية جداً في يوم واحد وبدأت التغيرات بالتوقعات الاقتصادية من تشاؤمية إلى تفاؤلية بحذر عندما بدأ توزيع اللقاحات في نوفمبر الماضي وتبعها عدة شركات بإعلان نجاح اختيارات لقاحاتها مما شكل أكبر بارقة أمل لاحتواء هذا الوباء الذي دمر الاقتصاد العالمي وتسبب بخسائر فادحة فيه تجاوزت 22 تريليون دولار أمريكي.
المملكة كانت من أوائل الدول التي حصلت على اللقاحات وبدأت بحملة كبرى لتحصين المجتمع بخدمات متقدمة جداً لمسناها من خلال التجربة ورغم التوقفات من قبل المصنعين للقاحات والتأخر بتسليمها عالمياً لكن حتى تاريخنا الحالي تجاوز عدد الجرعات التي تم منحها للمواطنين والمقيمين 4.3 مليون جرعة وبالأونة الأخيرة مع زيادة عدد المراكز لتصبح بالمئات في كافة مناطق المملكة وصل معدل إعطاء اللقاحات لنحو 150 ألف جرعة بالمتوسط يومياً فاللقاحات بالمملكة مجانية ومتاحة لكل من هو مؤهل لها وهذه الحملة التي تعد الأهم بالوصول للمناعة المجتمعية تهدف لتحصين السكان والحفاظ على صحة المجتمع والعودة السريعة للحياة الطبيعية دعماً للاقتصاد الوطني ورغم أن التسجيل للحصول على اللقاح اختياري لكن المسؤولية تقع أيضا على عاتق المواطن والمقيم باتخاذ القرار الأنسب لتحصين نفسه وأسرته ومجتمعه وحماية لمصالحه الاقتصادية
فإذا كانت الدولة قامت بواجبها بنجاح كبير مشهود عالمياً بادارتها لتحجيم تداعيات هذه الجائحة وأنفقت أكثر من 200 مليار لدعم الاقتصاد في العام الماضي واحتواء تداعيات الجائحة بخلاف ما تم تخصيصه وقتها كميزانية إضافية للقطاع الصحي بأكثر من 45 مليار ريال، فإن حماية المجتمع مسؤولية جماعية يشترك بها كل فرد من خلال الإجراءات الاحترازية وأيضا اتخاذ القرار الأنسب فيما يخص حصوله على اللقاح وليطمئن فما عليه إلا الاتصال بالرقم المجاني لوزارة الصحة 937 ويستفسر منهم عن اللقاحات وهل تناسب وضعه الصحي فالمعلومة تؤخذ من مصدرها الرسمي بالمقام الأول وليس من أي وسيلة أخرى كما يوجد على مواقع وحسابات وزارة الصحة الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي كافة المعلومات المطلوب معرفتها عن اللقاحات.
تحصينك لنفسك خدمة كبيرة لدعم وطنك اقتصادياً وصحياً ولعل ما ذكره وزير الصحة عن انسياق البعض خلف الشائعات وما سببته من ضرر لهم حيث قال «تمنيت لو أستطيع أن أقنع كل شخص بنفسي، وما زلت أحاول جهدي» يعبر بشكل واضح عن حساسية المرحلة حيث ينتشر الوباء عالمياً ويتسبب بأضرار صحية جسيمة للبعض مما يعني ضرورة الإستفادة من برنامج اللقاحات والتعامل بمسؤولية من قبل كل فرد اتجاه صحته وصحة أسرته ومجتمعه.