د. عبدالرحمن الشلاش
كتبت تغريدة بهذا المنطوق «ثمن النجاح باهظ لأن أعداءه كثيرون». في هذه التغريدة المقتضبة عنيت ما أقول من واقع تجربة ومعايشة، ومن خلال اطلاعي على كثير من القصص عن تعرّض عدد من الناجحين لحروب ومحاولات إقصاء وزعزعة للثقة.
هذا أمر طبيعي بين البشر في الحياة طالما الحسد موجود، والحاسدون لا يرتاحون لأي شخص يحقق النجاح. الفاشل الذي لا يتمكن في كل محاولاته من تحقيق أي نجاح حتى ولو كان ضئيلاً لن يهنأ له بال وهو يشاهد قوافل الناجحين فيلاحقهم بالتشكيك والتقزيم والتقليل من النجاح الذي حققوه لأنه لم يتمكّن من الوصول لما حققوه إما لضعف قدراته ومحدودية إمكاناته, وإما لكسله وعجزه وفي بعض الأحيان قد يكون لديه نجاح محدود ولكن يزعجه أن يظهر له منافس أو يتفوَّق عليه زميل.
يحس بمثل هذه الحروب من يحققون نجاحات في الأعمال التجارية أو في امتلاك شركات صناعية أو قيادتها للنجاح باقتدار أو مجال الزراعة وتحقيق الثروات من المشروعات المتنوِّعة أو حتى المشروعات الصغيرة، حتى من يحقق نجاحاً على المستوى الشخصي وتكوين العلاقات الجيدة مع الآخرين قد لا يسلم من هؤلاء الأعداء المتربصين وهم عادة من الأشخاص الذين لا ينشغلون بأنفسهم كي يرتقوا بأحوالهم للأفضل وإنما انشغلوا بغيرهم فأهدروا أوقاتهم وجهودهم وطاقاتهم فيما لا طائل من ورائه سوى محاولة تحقيق الانتصار لنفسيات مهزومة ترى في محاولة إعاقة غيرها أكبر انتصار تحققه.
من هو الناجح؟ هو ببساطة كل من يحقق إنجازاً يجعله مختلفاً عن غيره سواء على مستوى مجتمعه الصغير أو الكبير وإن كان موظفاً فعلى مستوى دائرته أو شركته أو مؤسسته أو على مستوى الهيئات والجمعيات الاجتماعية. التميز والنجاح الذي يصل لمستوى من التفرّد قد يصيب بعض الفاشلين بالقلق والتوتر. لنأخذ نجاح المملكة العربية السعودية على المستوى الدولي نموذجاً وكيف أن هذا النجاح العظيم قد أثار حفيظة الحساد من أصحاب القلوب السوداء فأخذوا يقذفون شجرها المثمر بحجارتهم التي ترتد عليهم في كل مرة فلا يصلون إلى ما يريدون!
نوعيات من أعداء النجاح تجدهم في مجال العمل يحاولون تعطيل من ينشد النجاح لمؤسسته ولنفسه وإذا لم يفلحوا قد يلجئون لأساليب الوقيعة والتلفيق ونقل الشائعات والأخبار الكاذبة للرؤساء والضراب من تحت الحزام.
التعامل مع مثل هذه النوعيات لا شك صعب، لكنه يحتاج إلى صبر وثبات وإثبات للإنجازات وعدم تمكينهم من تحقيق أهدافهم بجر الناجح لمستنقعهم كي يقع فيه ولا يخرج منه مرة أخرى.