سمر المقرن
لم أتفاجأ أبداً، وأنا أقرأ نتائج تقرير السعادة العالمي لهذا العام الصادر عن «شبكة حلول التنمية المستدامة» التابعة للأمم المتحدة، بأن تتصدر المملكة المركز الأول عربياً في مؤشرات السعادة. وذلك تبعاً لعدة ركائز استند عليها التقرير أهمها قياس تداعيات جائحة كورونا، وأثرها على بيئة العمل وطبيعة العلاقات الاجتماعية، والثقة بالإجراءات الحكومية التي اتخذت من أول لحظة بوحي وإلهام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، اللذين وضعا الإنسان في قرة أعينهما، بغض النظر عن أية خسائر مادية أو اقتصادية، وفي ذات الوقت اتخذا حزمة من الإجراءات الاحترازية والاقتصادية، صنعت إنسانا جديدا بالمملكة وتمكنت من تجاوز موجة الجائحة العاتية، باقتدار فشلت فيه دول كثيرة متقدمة علميا وصناعيا!
فكانت خسائر الجائحة من البشر لا تذكر، بسبب القرارات التي اتخذت لتفادي أثر الجائحة، ومنها علاج كل المصابين بكورونا سواءً من المواطنين أو المقيمين، حتى لو كانت إقامتهم غير شرعية عملا بمبدأ الإنسان أولا، بالإضافة إلى توفير لقاحات العلاج من الوباء قبل كثير من الدول، واتخاذ بعض الإجراءات الاقتصادية، تخفيفاً عن كاهل المواطنين أثناء الجائحة، كل ذلك بالتزامن مع الحفاظ على الناتج المحلي ومواجهة الفساد، والمضي قدماً في المشاريع التي توفر الرفاهية وجودة الحياة لأبناء المملكة، وكل من يضع قدمه على أرضها مقيماً كان أو زائرا.
السعادة هي طمأنة القلوب، وراحة البال وشرح الصدور، والشعور بالرضا والسرور عن الحياة. يقول عالم النفس الأمريكي مارتن سيلغيمان: إن السعادة لها ثلاثة جوانب وهي: الحياة الجديدة، الحياة الممتعة، الحياة ذات المعنى. وكل هذه العوامل توافرت في رؤية 2030 وبرنامج جودة الحياة المتكامل، وبناء عليه نعيش اليوم حياة جديدة وممتعة وذات معنى لكل أطياف الشعب السعودي، وكل المقيمين على أرض المملكة.
وانطلاقا من أسباب السعادة بمفهومها الخاص كثمرة لشعور الشخص بأنه محبوب، وخدوم ويتمتع بعائلة صغيرة، وصحة جيدة، ونوم هنيء، حتى استنشاق الهواء الطلق، كلها عوامل تجذب السعادة للإنسان وعائلته الصغيرة.
فكرة السعادة لم تقتصر على نشر الوعي والمبادرات الفردية، إنما تحت ظل برامج جودة الحياة أصبحت صناعة حكومية متكاملة الأركان وفق منهجية علمية وخطوات عملية نراها ونلمسها في حياتنا كل يوم.
السعادة ليست رفاهية بل هي مطلب أساسي للنجاح، ولنكون مجتمعاً ناجحاً مهم أن نعيش في هذا التوازن الذي يخلق شعوراً بمحبة الحياة، هذا الإحساس أحد أهم موارد النجاح والتقدم. في بيئة مهيئة ومحفزة لكل ما يدعم الحياة بجودة عليه.