علي الخزيم
لم يكن الفرح مُفْرطاً لدى السعوديين وهم يقرؤون ويشاهدون مضامين تقرير (شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة) التي وجدت بمعاييرها المُتَّبعة لهذا التقييم السنوي أن المملكة العربية السعودية قد احتلت المرتبة الأولى عربياً بمؤشر السعادة لعام 2021، تليها دولة الإمارات ثم مملكة البحرين الشقيقتين، لم يكن الفرح بالتقرير طاغياً إذ إن شعب مملكة الحزم والعزم والإنسانية يعرف مكانته عند قيادته ويؤمن تماماً بأنها أحرص من أن تتركه نهباً للجوائح والأزمات الاقتصادية العالمية بقدر ما وهبها الله سبحانه من قوة ومقدرة وإمكانات، تصاحبها العقيدة المَكِينة والإخلاص التلقائي من القيادة الوطنية الرشيدة للشعب الوفي الذي يبادلها ذات المشاعر، ويؤمن صادقاً بأنها لا تترك جهداً ممكناً لتوفير سبل السعادة والعيش الكريم له، فقد تصدرت السعودية مؤشر السعادة عن عام 2021 كأسعد بلد عربي والمركز 21 عالمياً، وأظهر الاستطلاع ارتفاع معدل السعادة بين السعوديين خلال آخر ثلاث سنوات ليصل إلى 78 % متخطياً المعدل العالمي 64 % ولله الحمد.
ويستند التقرير الذي دأبت الأمم المتحدة على إصداره منذ عام 2012م لقياس السعادة على عددٍ من المعايير التي جاء اختيار المملكة على أساسها في المرتبة الأولى عربياً؛ ومنها: نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، ومتوسط عمر الفرد، وحرية اتخاذ القرارات، بالإضافة إلى جودة الخدمات الصحية والتعليمية، وانعدام الفساد، وانتشار العدل، وحينما تثبت تقارير الأمم المتحدة مراراً أن شعب السعودية بين الشعوب الأسعد بالعالم؛ فإنه يدلل بوضوح على تخطي المملكة المرحلة الحرجة وقدرتها على التعافي منها واستطاعتها إدارة الأزمات الطارئة بنجاح وتفوق كبيرين، وغني عن القول بأن مملكة العزم والإنسانية ما زالت تعمل منذ سنوات مضت على تطوير مفهوم جودة الحياة خلال محاور وبرامج متنوعة منبثقة من رؤية 2030 تركز على جعل المملكة أفضل وجهة للعيش للمواطنين والمقيمين على حد سواء، ورفع مستوى مدن المملكة لتتبوأ مكانة متقدمة بمصاف مدن العالم المتحضرة المرموقة.
وهنا يجوز لي أن أستذكر المقطع المُصوَّر بيد سيدة عراقية من طائفة الشيعة تزور المملكة وكانت تتجه قبل أيام لتلبي دعوة عائلة صديقة بإحدى المدن التي تقطنها غالبية شيعية بالمنطقة الشرقية بالمملكة؛ حيث أظهرت - وهي تعلق بصوتها - الخدمات الراقية بأحياء شيعة السعودية وقارنتها بأوضاع مُزرية ببلاد أخرى نتيجة اتِّباعهم لمن لا يريد لهم الخير؛ داعية لهم بالوعي بما يُحاك لهم من دمار وتخلف، وأشادت بقيادة المملكة ومدى رعايتها لشعبها وعدم التفرقة بينهم مذهبياً أو غيره، وأشادت بمراحل التنمية المتقدمة الشاملة التي ينعم بها الشيعة كغيرهم بالمملكة وما يجدونه من رعاية وعدل ورفاهية، كما يجوز لي تذكيركم - غير شامت - بالمقطع المتداول مؤخراً يظهر فيه المواطنون ببلد عربي شقيق متزاحمين للحصول على (ربطات الخبز) كما يسمونها هناك، وتشاهد رجال (أمن الدولة) يأمرونهم بإبراز هوياتهم! ما يعني أنه حتى الخبز يباع على الهوية، قاتل الله المجوس ومن شايعهم، ووفق الله بني يعرب لليقظة والهبَّة الصادقة بوجوههم.