ودّعت محافظة الرس وعائلة الهنيدي في الأسبوع الماضي ابنها البار (محمد بن عبد الله الهنيدي) المشهور بأبي عبيد، الذي توفي إثر نوبة قلبية مفاجئة، أُدخل إثرها المستشفى التخصصي في بريدة أسابيع عدة حتى وافاه الأجل. وقد تلقيت خبر وفاة صديقي ورفيق دربي بكل أسى وحزن من خلال رسالة جوال من أحد أقاربه، وكان خبرًا مؤلمًا ومحزنًا، أثّر عليّ كثيرًا مع إيماني بالقضاء والقدر من رب العزة والجلال. ولا شك أنها مسيرة ابن آدم في هذه الحياة، والرحيل إلى الدار الآخرة، نسأل الله أن يجعلنا من عباده الصالحين الفائزين بجنات النعيم ووالدَينا والمسلمين أجمعين.
وها نحن نودع فقيدنا الغالي، هذا الرجل الفاضل الذي برحيله سنفقد ذلك القلب الطيب وصاحب المحبة الصادقة والوجه البشوش، وهو -بحق- من اتصف بصفات حميدة، وأعماله التي قام بها من أبرزها مشاركته في حلقات القرآن الكريم، وهو أحد طلاب حلقة الكبار للمتقاعدين الصباحية. وبهذه المناسبة تلقى أهله خطاب تعزية ورثاء من جمعية القرآن الكريم. وكان متواصلاً مع الجمعية ومحافظًا وملازمًا في أداء الصلوات والمواظبة عليها في جامع الحناكي - رحمه الله -، إضافة إلى قيامه بتأدية الأذان بصوته الجميل في حال غياب مؤذن الجامع رغم بعد المسافة عن منزله إلا أنه كان يقوم بهذه الأدوار. كما أنه يشرف على مستلزمات الجامع ومتطلباته، وقد طوع نفسه لهذه الخدمات بدون أي مقابل، يبتغي بذلك الأجر والثواب، أسأل الله أن يجعل ذلك العمل في موازين حسناته.
وقد كان محبوبًا من الجميع، وواصلاً لصلة الرحم، وكنا يوميًّا في الموعد بعد صلاة المغرب نجتمع في ديوانية الهنيدي، وكان يستقبل الزوار بكل رحابة صدر، وكان يحمل قلبًا صافيًا وسيرة حسنة، لا تمل الحديث معه.
نعم، سيفتقد الجامع ذلك الرجل الذي طوع نفسه لخدمة المصلين ورواد حلقات القرآن الكريم.
أعود وأقول: لقد ذرفت دموعي عندما تلقيت خبر وفاته، وهو نعم الصديق والأخ والقريب؛ إذ تربطني به علاقة طويلة في الرحلات البرية وحضور مناسبات الأفراح، تخللها الكثير من المواقف والذكريات الجميلة. وقد أديت الصلاة عليه في مقبرة الرس بحضور الأقارب والأصدقاء، والكل يرفع أكف الرضاعة والدعوات أن يتغمده الله بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة. رحمه الله، وجعل ما أصابه من المرض أجرًا وتكفيرًا، ورفع درجته في عليين، وغفر لنا وله، ونسأل الله أن يجمعنا وإياه ووالدينا والمسلمين في جنات النعيم، إنه سميع مجيب الدعوات.
** **
منصور بن محمد الحمود - محافظة الرس