«الجزيرة» - محمد لويفي الجهني:
في أسبوع فعاليات البيئة لعام 1442هـ كان الحدث بيئياً والإنقاذ بشرياً والتطبيق لشعار أسبوع البيئة (البيئة لنا ولأجيالنا) واقعيًا وحدثًا محليًا وعالميًا يظهر مدى الوعي البيئي الذي طبَّقه شباب أملج عمليًا، وتحديدًا شباب قرية الشبعان التابعة لمحافظة أملج عندما شاهدوا الدلافين تدفع بها الأمواج والدوامات البحرية المتكونة بسبب الرياح الشديدة إلى خارج البحر فكان الشباب بهمتهم العالية وحسهم الوطني وشعورهم بالمسؤولية البيئية بإنقاذ الدلافين والتي يطلق عليها محلياً (أبوسلامة) وأنقذوا ما تم إنقاذه من الدلافين وإيصالها إلى البحر ولكن كانت الدلافين كثيرة تقدَّر بأربعين دولفيناً فنتيجة لذلك وللجهد المبذول شعر الشباب المتطوعون أن بعض الدلافين قد تفقد حياتها فاتصلوا فورًا بجهات الاختصاص فحضر إلى الموقع محافظ محافظة أملج نايف بن كميخ المريخي وأتت كذلك قوات حرس الحدود ووزارة البيئة والمياه والزراعة وبلدية أملج والدفاع المدني وجمعية البر وخبراء بيئة من شركة البحر الأحمر للتطوير وعدد من المتطوِّعين وكذلك شيخ الصيادين بأملج أمين سنوسي وتم إنفاذ الدلافين ونفق سبعة دلافين والدلافين النافقة تم تحنيطها من قبل المواطن الخبير بالتحنيط أحمد معيطي لتكون شاهداً على عملية الإنقاذ وبطولة الشباب. ولم يقف الخبر والفعل المشهود عند ذلك، بل قام معالي وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالمحسن الفضلي بتقديم الشكر لأبناء أملج قائلاً في تغريدة (شكرًا لأبناء أملج الذين جسدوا نموذجاً يحتذى به)، وهذا الشكر أسعد شباب أملج والمملكة وحافز للجميع للمحافظة على البيئة فكان التفاعل إيجابياً.
ولم يقف الخبر عند هذا فقام أيضاً محافظ أملج بتكريم الشباب المتطوِّعين في إنقاذ الدلافين في أسبوع البيئة. والتكريم ما زال مستمرًا ومستحقاً لشباب متطوِّعين قاموا بعمل استثنائي وقد يكون التاريخ يعيد نفسه فإنقاذ الدلافين من قبل الإنسان رد الجميل للدلفين المعروف بأبوسلامة صديق الإنسان وراكب البحر، فكم أنقذ الدلفين من إنسان على مر التاريخ، فهو يعد صديقاً للإنسان وفال خير وحماية لراكب البحر من أجل ذلك أطلق عليه قديماً «أبوسلامة» لأنه يتمتع بذكاء ويحب الإنسان ومساعدته. وصدق من قال في الأمثال «اعمل الخير وارمه في البحر يأتك الخير ولو بعد حين».