عوض مانع القحطاني - الرياض:
لم يتوقع الشاب يحيى مجرشي، وهو يقهر ظروف الحياة المهنية، من خلال عمله بأحد مطاعم مدينة الرياض، أن يتحول بعد عقد من الزمان (عشر سنوات) إلى أحد المستثمرين في القطاع السياحي، في شركة متخصصة في تقديم خدمات «الضيافة» للفنادق والمطاعم، وهو ما يؤكد على الفرص الواسعة لسوق العمل السياحي.
تقف خلف قصة نجاح مجرشي عدة عوامل منها «الطموح»، و»عدم الاستسلام لثقافة العيب» حاثًّا الشباب والفتيات من السعوديين إلى اغتنام فرصة التسجيل في حملة وزارة السياحة «مستقبلك سياحة» والتسجيل فيها، خاصة أنها ستوفر بنهاية العام الجاري (2021) نحو 100 ألف فرصة وظيفية، عدّها خطوة مهمة لترسيخ أقدامهم في أهم القطاعات الوظيفية اليوم.
رحلة كفاح مجرشي بدأت بعد وفاة والده وهو في سن الـ16، ليجد نفسه مسؤولاً عن رعاية أسرته، لذلك قرر يحيى خوض العمل. قُوبل قرار يحيى بالرفض من قبل أغلب الشركات؛ نظرًا لحداثة سنه، خاصة أنه ما زال على مقاعد الدراسة بالصف الأول الثانوي، غير أن ذلك لم يثنِ همته في الجمع بين الدراسة والعمل، بل كان دافعا لإثبات نفسه، من خلال تكثيف البحث عن فرص العمل المناسبة، ليبتسم له الحظ للعمل بأحد مطاعم الرياض براتب بسيط مقابل 9 ساعة عمل.
ويستذكر يحيى تفاصيل رحلته بقوله: «لا يمكنني وصف حجم السعادة التي شعرت بها عندما وجدت ذلك العمل، لحاجتي لها حيث يبدأ دوامي من الثانية عشرة ظهرًا وحتى منتصف الليل»، ولم يتجاوز طموحه حينها سوى الاستمرار في عمله لإثبات كفاءته، إلا أنه استفاد من تلك المرحلة من حيث تعلم مهارات جديدة، وهو ما جعل إدارة المطاعم تكافئه بترقيته إلى «موظف استقبال».
تدرج يحيى في عمله فأصبح بعد ذلك مقدمًا للطعام، وعكست هذه الوظيفة سماته الشخصية، وتعرفه على مختلف الثقافات، واكتساب المزيد من الأصدقاء، وأبدع في ذلك ونجح في إكمال دراسته للمرحلة الثانوية، وواصل عزيمته وإصراره.