يوسف بن محمد العتيق
لا يزال بعض الأصدقاء مخلصين للكتاب الورقي، كما لو كنا قبل أربعين أو خمسين سنة؛ فتجده يبحث عن أميز طبعات الكتاب، ويتأكد من سلامة ورق الكتاب الذي اشتراه صفحة صفحة، ويخصص وقتًا للقراءة، ويزور المكتبات التجارية بشكل منتظم.
ومع حلول ثورة التواصل الاجتماعي قرر أن يستفيد منها في هذا المجال؛ فتجده يرسل الكتب عن طريق رسائل الجوال، ويتابع مواقع الكتاب في منصات التواصل الاجتماعي.
والغريب، بل اللافت، أنهم لا يزالون متمسكين بطباعة الكتاب ونشره..
صحيح أنهم رضخوا للواقع قليلاً، واستسلموا أمام الضغوط، وقللوا كميات الكتب التي يطبعونها من مؤلفاتهم، لكنهم ماضون في هذا الخط.
بعضهم يقول لي: اطبع الكتاب؛ فربما يأتي من يستفيد منه ولو بعد سنوات. وبطباعة الكتاب (يقول آخرون): تحفظ حقك الفكري للجيل القائم والجيل القادم.
هؤلاء المخلصون للكتاب هل هم على حق، ويقرؤون المستقبل بشكل جيد أن الكتاب باقٍ؟
أم إنهم أخطؤوا التقدير، ولا يزالون يعيشون الماضي بتفاصيله الراحلة؟
أقول هذا الكلام وأنا أعرف أن بعض الأصدقاء والأساتذة الكبار يسعون في هذه اللحظات لطباعة كتب جديدة لهم، أو إعادة طباعة كتبهم السابقة بطبعات جديدة.
هذا الكلام مُهدى مع التحية والتقدير للشيخ عبدالله بن عبد المحسن الماضي الذي طبع كتابه قبل أيام، وله كتاب في طريقه إلى المطبعة. ومثله معالي الشيخ عبدالرحمن أبوحيمد الذي لا ينتهي من مراجعة كتاب ويعيد طبعه حتى يشرع في كتاب جديد. ولا يغيب عنهما الشيخ عبدالله بن محمد أبا بطين الذي لا يزال رهين نشر الكتاب، ولا يتردد في ذلك. ويضاف إليهم الدكتور محمد بن ناصر الشثري الذي كان حديثه مؤخرًا عن نيته طباعة كتاب جديد مع علمه بأن الكتاب الآن رفيق المستودعات وليس المكتبات، ورفيق الأدراج وليس القراء.
هل هؤلاء الأفاضل سائرون في الطريق الصحيح؟
أم إنه لا بد عليهم مراجعة حساباتهم؟!
أترك لهم ولكم الجواب.