عبده الأسمري
بين الأفعال الحميدة والطيبة المجيدة.. كتب متون «الإنسانية» وأسس شؤون «الهندسة» وأشعل «ضياء» الكهرباء في «ظلام» البدائية ووضع إمضاء «الاقتداء» في «مهام» الاحترافية.. ليكون فاعلاً مرفوعًا بالهمة وضميراً متصلاً تقديره «هو» مكوناً جملته الاسمية من مبتدأ «الوفاء» ومن خبر «الاستيفاء».. مشكلاً دوائر «المهنية» من نقطة ارتكاز «الأمانة» وراسمًا أبعاد «الأثر» وأضلاع «التأُثير» على «زوايا» قائمة على «الذمة «ومتعامدة على «القمة» منفرجة أمام «العرفان» وحادة نحو «النكران» ماضياً يقطف ورد «المعروف» من على أرضية «المآثر» حاصداً قصب «السبق» بمستوى «الأداء» ومحتوى «الاحتذاء».
إنه محافظ المؤسسة العامة للكهرباء ونائب رئيس مجلس الشورى الأسبق معالي المهندس محمود طيبة رحمه الله.. أحد أشهر رجال الدولة وأمهر أبطال التنمية في الوطن..
بوجه حجازي وقور تحفه علامات «السكينة» وتتحفه سمات «الطمأنينة» مع تقاسيم ساكنة باسمة تتكامل مع والديه وأعمامه وتكتمل مع والدته وأخواله وعينين تلمعان «وصفاً» وتمعنان «لطفاً» وملامح مسجوعة بالطيب والمشيب تتقاطر منها معاني «الوجاهة» وتتسطر فيها معالم «التوجيه» وصوت مسكون بلغة «اعتبارية» على واقع المنصات ولهجة «حرفية» في وقع المنجزات.. ولكنه محببة ونبرة جاذبة نابعة من الأصول الحجازية ومشكلة من الفصول الوطنية.. قضى طيبة من عمره عقود وهو يؤسس أعمدة» المناصب بالحضور ويملأ أرصدة» المناقب «بالأجور مهندساً ومؤسساً وخبيراً ومستشاراً في دروب المعارف وضروب المشارف..
في مكة المكرمة ولد في يوم رمضاني جمع بشارة «الخبر» ومسرة «الشهر» وبدأ خطواته الأولى أمام أب حانٍ علمه سر «الدوافع» وأم متفانية علمته جهر «المنافع» فاكتملت في ذهنه موجهات «اليقين» وتعالت في عقليته اتجاهات «التيقن» وركض طفلاً بين شعب عامر والمعيصم وأجياد مرددا «أهازيج» المكيين في مواسم الفرح مشبعاً بأريج «الطيبين» في مراسم الابتهاج وتشربت نفسه أنفاس «الطهر» في جنبات الحرم المكي وتعتقت روحه بنفائس «السمو» في واجهات البيت العتيق. فاكتظت أعماقه بصوت الأذان وامتلأت أسماعه بلحن «الاطمئنان» في آفاق أم القرى فكبر في وجدانه صدى «الحق» وتعالى في ذهنه مدى «التقوى» فظل مقيماً في أحضان «الحطيم» ثاوياً في أمان «صحن الطواف» مرتوياً من ينبوع زمزم محتفياً قبالة الحجر الأسود خاشعاً أمام المقام هاجعا حول الكعبة مولياً بصيرته شطر «التقى» موجهاً مصيره نحو «التفوق» مشفوعاً ببصائر «النشأة» مدفوعا بمصائر «التنشئة»..
درس في مدارس الفلاح «بوابة» الكفاح المثلى ثم انتقل إلى مدرسة تحضير البعثات «الشهيرة» في الحجاز وتخرج منها والتحق بالعمل في وزارة المالية والاقتصاد الوطني ونظير كفاءته تم ابتعاثه إلى مصر عام 1949 ونال شهادة الهندسة الكهربائية عام 1956 ثم التحق بشركة ارامكو بالظهران وعمل فيها ثلاث سنوات ثم ابتعت إلى أمريكا وواصل دراساته في هندسة الميكانيكا ونال شهادتها عام 1961 ليكون أول مهندس سعودي في هذا التخصص..
التحق بوزارة الصناعة والكهرباء وانتقل للعمل في وزارة التجارة عام 1382 كمدير عام للشؤون الصناعية ثم تعين محافظاً للمؤسسة العامة للكهرباء ثم رئيس مجلس إدارتي الشركة العربية الموحدة للكهرباء والشركة السعودية للأسمدة «سافكو» ونائباً لرئيس مجلس إدارة رعاية الأطفال المعوقين وعضويات في عدة جهات ومنها مجلس إدارات مؤسسات الخطوط السعودية والحديدية وصوامع الغلال ومطاحن الدقيق وتعين عضوا في مجلس الشورى ثم نائبا لرئيس المجلس..
وقد أبلي في مسؤولياته بلاءً حسناً كفارس يجيد جنى «ثمار» التقدم وممارس يمعن في اقتناص «فرص» الأزدهار فكانت له بصماته في مجال الكهرباء والصناعة والتجارة والشورى والمعرفة والإحسان..
تم تكريمه في عدة محافل ونال عدة أوسمه ومنها وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الممتازة الذي ناله نظير نزاهته وإخلاصه وكشفه عن رشوة من شركة كورية حاولت إغراءه بالمال لتمرير صفقة لها.. ووسام «فارس أعظم» من باكستان ومفتاح مدينة تايبيه ووسام «النجم الساطع» من حكومة تايوان ووسام الجمهورية التونسية من الدرجة الأولى وغيرها.
اشتهر بحبه للعمل وعشقه للنبل واقترانه بالفضل وشخصيته المصبوغة بجبر «التواضع» وصبر «الحكيم» ورضا «المتدين» وفكر «الخبير» وبعد نظر «المكين» ورقي «المثقف» وحرص «القيادي» وحنان «الإنسان» وسمو «المحسن».
انتقل إلى رحمة الله تعالى بعد صراع مع المرض في رجب عام 1429هـ بالرياض وصلي عليه في المسجد الحرام ودفن في مقابر المعلاة في ثرى مكة الطاهر الذي طالما حن له واشتاق إليه.. حيث بكته الأعين ونعته المنصات ورافقته العبرات وخلفته الدعوات وشهدت له الاعتبارات
ترك المهندس محمود طيبة رحمه الله مسيرة حافلة بالجود التخصصي الذي وزعه باقتدار والصمود الذاتي الذي أسسه بانتصار.. ملوحاً براية «الدلائل» ملحًا بغاية «الحقائق» تاركًا اسمه «أنموذجا» للجودة و»مشهدًا للإجادة» وأثره حافل بالكفاءة في شؤون الذكر ومتجددًا بالإضاءة في مزون الاستذكار..