قد يكون في عنوان المقال غشاوة منذ أول وهلة لدى القارئ الكريم، ولكن بعد الولوج لمضمونه ستنقشع تلك الغشاوة وسيكون مناسباً نوعاً ما للفكرة، فمنذ أيام قليلة قرأ الجميع وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، وغيرها وعبر تصاريح محلّلي الطقس والأحوال المناخية ومن خلال الصحف، والقنوات الإعلامية عن توقّع حدوث عواصف ترابية ذات قوة وتأثير واسع النطاق في وطننا الغالي على امتداده الكبير والتحذيريات المصاحبة لتلك التقلبات المناخية التي باتت معروفة ومعتادة علماً وعرفاً وما يُسمى بالانتقالات بين فصول السنة الأربعة، ولكوني أحد مواطني هذا الثرى الطاهر لم أكن بمنأى عن الآثار الجانبية المصاحبة لتلك التقلّبات المناخية كانقطاع التيار الكهربائي بالكامل، وما ترتب عليه من تعطيل نظام الخدمات المعتمدة في جملتها على قطاع الكهرباء وخدمة الإنترنت وغيرها مما لا يخفى على علم القارئ الكريم ففي المحافظة التي أقطن فيها منذ نعومة أظافري رصدت ردود أفعال متوقّعة من قبل غالبية سكان الحي خصوصاً والمحافظة عموماً، حيث طفق الكثيرون بالخروج من مساكنهم طلباً للإضاءة أو التهوية عبر وسائل متعدِّدة علاوة على المبادرة في رفع البلاغ تلو الآخر لمقدِّم الخدمة لسرعة إعادتها لا سيما كونها وقعت في إجازة نهاية الأسبوع يوم الجمعة الموافق 28- 7-1442هـ والتي تصادف إقامة المناسبات الاجتماعية أو اللقاءات العائلية الأسبوعية، ومع ذاك السكون المخيم على المكان الذي خلا من الحركة إلا من سيارات الشرطة والدفاع المدني التي أضفت على الأجواء الشعور بالأمن في تلك الحالة التي تكون مظنة إقدام العابثين ممن اعتادوا على التعدي على الممتلكات بالسرقة أو العبث، فشكراً من الأعماق لمنسوبي دوريات الأمن بمحافظة حريملاء، ولعل تلك الليلة المظلمة فرصة لتذكير الجميع بأن الأمن نعمة لا تقدَّر بثمن، فمن خلال ما شاهده الجميع عبر وسائل الإعلام المتعدِّدة ما حلَّ بأوطان وبلدان أخرى انفرط فيها عقد الأمن بسبب انجرار بعض المخدوعين من مواطنيها وراء أجندة وعملاء مارقين فهلك الحرث والنسل، حيث انعدمت الخدمات وشاع الجوع والخوف، وما أولئك عنا ببعيد، وهي فرصة سانحة لبيان ما تقدّمه حكومة وقيادتنا وطن المعطاء من جهود تبعث على الفخر والاعتزاز بالانتماء لهذا الكيان الكبير المملكة العربية السعودية ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، فلله الحمد أولاً وأخيراً على نعم تترى لا تعد ولا تحصىوالشكر لقيادتنا الرشيدة -وفَّقهم الله لكل خير- وأسأله جلَّ وعلا أن يديم على وطننا الإيمان والأمن وأن يجعل ولاة أمرنا ذخراً وعزاً ونصراً للإسلام والمسلمين. آمين.