يا مصاصي القهوة برضاعة الأطفال اعلموا أن القهوة العربية هي مشروب العرب الأول وشربها كيفٌ وليس ارتواءً، حيث تعد القهوة رمزاً من العادات والتقاليد والأعراف الأصيلة التي تتوارثها العرب جيلاً بعد جيل ببروتوكولاتها وطقوسها الجميلة التي تدل على عدد من المعاني السامية، كالكرم والشهامة والفروسية والفخر والتفاخر بالطعم واللون والرائحة وطريقة الإعداد والتقديم.
فلقد كانت العرب تستخدمها في استقبال الضيف، فكانت أول من تقدَّم له ومن خلالها وبفراسة العرب تتعرَّف وتحكم على الضيف من خلال مسكته الفنجال وكيفية شربه لها وعدد الفناجيل التي يشربها، فإذا زاد عن شرب ثلاثة أو شرب فنجالاً ملياناً بالقهوة مثلاً حكمت عليه العرب سلبًا أو إيجابًا؛ وذلك لأن القهوة تعد كيفاً ورمز المرجلة، والكرم أضف إلى ذلك أن الكثرة في كل شيء مطلوب إلا في القهوة، فكيفها في القلة وليس في الكثرة.
وفي هذه الأيام للأسف الشديد ظهر قلة يتناولون القهوة بالمص عن طريق الرضاعة وكأنهم أطفال في سنِّ الرَّضاعة ما زلوا لم يُفطموا.
وهذه الطريقة أضرَّت باسم القهوة ومكانتها ورمزيتها قبل الممارسين لهذه الطريقة التي لا تليق بالعادات والتقاليد والأعراف والأخلاق، ولكن كما قالت العرب قديمًا إذا لم تستحي فافعل ما تشاء.
والحمد لله تغلب الضبط الاجتماعي على قلة المستخدمين ولم ولن يتقبل هذه الطريقة في تناول القهوة برضاعة الأطفال، بل سخروا ممن يستخدمها؛ وذلك لأن القهوة للكبار فقط، وليس لصغار الرضاعات.
ومهما يكن فتظل القهوة كيفاً ورمزاً للعقل والنضج.