العناية والتوفيق والتسديد الرباني سر نجاحنا وتقدمنا وكذلك بما خصَّ الله به الوطن المملكة العربية السعودية فهي مهبط الوحي وقبلة المسلمين وحاملة راية الإسلام الخالد، ومنذ عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وكافة الملوك -عليهم رحمات الله- إلى عصرنا الحاضر ونحن في ظل الرعاية الكريمة للوطن والمواطن والزائر والمقيم من ولاة أمرنا إلى يومنا هذا في العهد الزاهر لوالد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -أيَّده الله- وسمو ولي العهد الأمين - رعاه الله.
فمنذ توحيد المملكة والعمل يتواصل في جميع مجالات الحياة نحو التقدّم والتطور والازدهار، وكان التعليم له عظيم الاهتمام ببصيرة فذة من ولاة الأمر وكان الشعب السعودي طموحًا محبًا لوطنه وولاة أمره مؤمناً بأنه يستطيع أن ينافس عالميًا في ميادين العلم.
فكانت النهضة التعليمية السعودية محل إعجاب سائر شعوب الأرض، إذ سارع الشعب السعودي إلى وضع يده بيد حكومته وتوحَّدت الجهود لتعليم الأبناء من الجنسين في التعليم العام والعالي وكافة المجالات التعليمية الأخرى، وكانت لهذه القفزة التعليمة كبير الأثر في نفوس من فاتهم التعليم، إذ إنهم كانوا جنوداً لنجاح المراحل الأولى من النهضة التعليمية في بدايتها.
فهيأت لهم الدولة مدارس محو الأمية وتعليم الكبار وكانت هذه المرحلة بنجاحاتها لا تقل عن ما سبق فتخرج من هذا الميدان من واصل تعليمه وأصبح أستاذًا في أرقى الجامعات ومنهم من واصل تعليمه العالي إلى أن وصل أعلى المراتب وهكذا هو الحال لدى أمهاتنا اللائي شهد مجتمعنا ذات يوم منهن من حفظت القرآن كاملاً واحتفل بنجاحهم الوطن بأسره، هذا الاحتفال بكل النجاحات هو احتفال بتلاحم القيادة والشعب واللُّحمة المجتمعية الوطنية الرائعة التي كانت مع حكومتنا الرشيدة يدًا بيد لتحقيق الأهداف والمنجزات والطموحات وأهم عوامل نجاحها -بعد توفيق الله- هو هذا الشعب السعودي المتعلِّم المثقف الطموح الذي وثقت فيه قيادته فكان محل الثقة يقول سيدي ولي العهد صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- (ثروتنا الأولى التي لا تعادلها ثروة مهما بلغت: شعب طموح، معظمه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمان مستقبلها بعون الله» «بسواعد أبنائها قامت هذه الدولة في ظروف بالغة الصعوبة، عندما وحدها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-. وبسواعد أبنائه سيفاجئ هذا الوطن العالم من جديد» «لسنا قلقين على مستقبل المملكة، بل نتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقًا، قادرون على أن نصنعه -بعون الله- بثرواتها البشرية والطبيعية والمكتسبة التي أنعم الله بها عليها» «لن ننظر إلى ما قد فقدناه أو نفقده بالأمس أو اليوم، بل علينا أن نتوجه دوماً إلى الأمام» «إن مستقبل المملكة مبشِّر وواعد، وتستحق بلادنا الغالية أكثر مما تحقق).
ومن أقواله -رعاه الله - (طموحنا عنان السماء، وينهد جبل طويق ولا تنهد عزيمة الشعب السعودي، وما دام فيه شعب مثلكم ما فيه مصاعب.
أهم ميزة لدى السعودية هي الطاقة الشبابية التي فيها، والميزة الجيدة أنهم شباب واعٍ قوي، لديه طموح رائع، مثقف متعلّم بشكل جيد مبدع، لديه قيم عالية).
هذه الكلمات الخالدة من ولاة أمرنا -رعاهم الله- على امتداد تأريخ وطننا العظيم ملهمة لشعب سعودي متعلّم ومثقّف يتطلع إلى المنجزات بكل احترام ويسعى لتحقيقها بكل ولاء وإخلاص وانتماء لولاة أمرنا ومن أجل مستقبل وطننا المملكة العربية السعودية وأجيالنا القادمة، يقول صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل في أبيات من قصيدته (عشق الوطن):
هو عشقي اللي ما تراجع ولا كف
أشيت وحبّه في وهج يوم شبّيت
عطيته الحاضر وفي خاطري شف
أبيه باكر ياصل اللي تمّنيت
أبيه بين أوطانها عالي السّقف
مابي ولدنا باكر يقول يا ليت
وشلون ما أحبّه وهو ناهي الوصف
لو قلت ما مثله فأنا ما تماديت
يفرق على الأوطان بالراس والأنف
هو موطن المبعوث هو موطن البيت
بأرفع له الراية وبأقرع له الدّف
والسّيف لعيونه من الغمد سلّيت
والله الموفِّق والهادي.
آخر السطر...
الوطن حب أبدي لا ينتهي في نفوس الشرفاء