رقية سليمان الهويريني
برغم جهود أمانة منطقة الرياض في تحسين شكل الشوارع، وإعادة صياغتها، إلا أن تلك الجهود تحتاج إلى متابعة ومراقبة وتوعية.
ففي حين نجد أن شوارع المدن العالمية يمكن للشخص أن يسير فيها على رصيف واحد ممتد ومتواصل ونظيف ومتجانس نجد شوارع الرياض السائر فيها يواجه أشكال المعوقات من ارتفاعات وانخفاضات في منسوبها، عدا ألوان البلاط غير المتناسقة. وكثير من الشوارع التجارية تحولت فيها الأرصفة إلى أماكن لعرض البضاعة، أو مكان للمخلفات والنفايات. وقد يعود ذلك لمجاملة البلديات الفرعية لأصحاب العمائر والمحال.
وليت الأمانة تحصر وجود المحال التجارية على الشوارع التي لا يقل عرضها عن أربعين مترًا لتقليل الحركة والتلوث والضوضاء، وخفض أعداد العمالة الوافدة، وإعطاء خصوصية تامة للأحياء وللشوارع السكنية التي أقحمت فيها تلك الدكاكين!
الملاحظ هو امتداد الشوارع التجارية لأعماق الأحياء السكنية؛ فتحولت العمائر إلى (دكاكين) ذات بوابات حديدية مختلفة الأشكال والألوان، وفوقها شقق ذات مداخل جانبية تفتقد النظافة، ومنظرها بشع جدًّا. وهذه العشوائية في شكل العمائر أضرت بجمالية المدينة، وأفقدتها الأنسنة المطلوبة.
ومما يؤسف له أنه بعد مغادرة العمالة بسبب التوطين والسعودة المفروضة على أصحاب المحال أصبحت تلك العمائر خاوية ومهملة، وأمامها سيارات مهترئة ومتوقفة دون استخدام، وصارت ملجأ للقطط السائبة مما يدل بشكل قاطع على أننا لم نكن بحاجة لهذا العدد الهائل من المحال من بقالات ودكاكين بيع مواد الكهرباء والسباكة نسبة إلى حجمها وعدد السكان.
ولتحقيق جودة الحياة ينبغي على أمانة منطقة الرياض وأمانات المناطق عمومًا وبلديات المحافظات والأحياء بشكل خاص أن تعيد صياغة الشوارع التجارية ونظافتها، وتجعلها بشكل واحد متناسق، تتيح للمشاة الأمن والسلامة، وتمنع العشوائية، وتحصر المحال التجارية في شوارع عريضة مع توفير مواقف للسيارات.
جودة الحياة تستحق أن نبذل لها جهدًا أكثر، ونخصص لها وقتًا أطول!