خالد بن عبدالكريم الجاسر
كل إنسان يتطلع للسعادة، ويبحث عنها بكل ما أوتي من طاقة لديه، وهو لا يضعها في الحقيقة هدفًا في ذاتها، بل يجعلها نتاج عمله وإخلاصه وتواصله مع الآخرين بصدق، وقد قال الله تعالى بسورة النحل - الآية 97: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون}، إذ كانوا قديمًا ينعمون بالنوم الهانئ، فينام الإنسان «مرتاح البال»؛ لأنه لم يظلم فلان، أو يسرق جهد فلان، أو... أو... كما يحدث في زماننا هذا من بعض الأشرار الخارجين عن مكامن السعادة الحقة في أمورها الثلاثة: (طاعة الله، وراحة البال، والقناعة).
وقد بذلت المملكة جهوداً استثنائية لمواجهة تداعيات جائحة فيروس كورونا، التي أثرت سلباً على جودة الحياة في دول العالم كافة، لكننا تمكنا في المملكة - بحمد الله تعالى - من التكيف، لنرى استمرارية قطاعات جودة الحياة في المملكة بالعمل وإيجاد البدائل لتحقيق مستهدفاتها، وذلك نتيجة لاهتمام القيادة بجودة الحياة في المملكة، وسعادة ورفاه المواطنين والمقيمين، ولاسيما في ظل جائحة فيروس كورونا.
ولا تغيب ذكرى اليوم العالمي للسعادة منذ اعتماد الأمم المتحدة عام 2012م - 20 مارس يوماً عالمياً، اعترافاً منها بأهمية السعادة والرفاه، وتعبيراً عن الحالات النفسية للبشر وانعكاساتها على واقع دولهم، وهو الأمر الذي لامسه السعوديون ومن يعيش بينهم في أمان من إخوة وافدين وزائرين، لتُتوج بجهودهم بتقرير السعادة لـ 2021 عربياً، مقارنة بأرقام عام 2020 أو متوسط أعوام 2017 و 2018 و 2019 ، والسؤال هل ذلك من فراغ؟. بالعكس قد أسلفنا القول بجودة الحياة التي اتبعتها القيادة الحكيمة وفق رؤيتها الحالمة في قراراتها والتي يعتمد برنامج جودة الحياة تقرير السعادة العالمي كأحد المؤشرات المرجعية له، بل ووافقت مقاييس وتأثير تداعيات جائحة فيروس كورونا على مقومات السعادة وجودة الحياة عالمياً ومدى استجابة الدول والمؤسسات الرسمية وطرق السيطرة عليها، سواء التداعيات الصحية أو الاقتصادية أو النفسية.. ليكون تقرير السعادة العالمي لعام 2021 ، الصادر عن شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة مقياساً لمؤشرات السعادة في نحو 150 دولة حول العالم، وقد سبقتها بسمة الوجوه وراحة البال ها هنا (السعودية).
وأخيراً: تفتح النظرة العلمية الطريق أمام الناس لوضع أولوياتهم موضع التساؤل، وتجعلنا جميعاً في واجهة العمل الدؤوب من أجل عالم يدفع السعادة الإنسانية إلى الأمام.