عبدالله العمري
لم يكن يتوقع أكثر النصراويين تشاؤمًا أن يؤول حال ناديهم قبل بداية الموسم إلى ما وصل إليه اليوم، وذلك بعد سلسلة من التعاقدات الكبيرة التي أبرمتها الإدارة النصراوية، وهي الصفقات التي كان يعول عليها النصراويون كثيرًا في صناعة نصر مختلف.
ومع بداية الموسم الحالي كانت أولى العثرات، وهي خسارة اللقب الآسيوي في نسخة اعتبرها أغلب المتابعين أنها الأضعف فنيًّا لاعتبارات عدة، أبرزها أنها أُقيمت بنظام التجمع بسبب جائحة كورونا التي تسببت بمغادرة أقوى فرق القارة (نادي الهلال السعودي) بعد تفشي كورونا بين أفراد بعثته بالعاصمة القطرية الدوحة.
التعثر النصراوي استمر حتى في المنافسات المحلية، ولاسيما في المسابقة الأهم، وهي دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين؛ إذ فقد النصر المنافسة على اللقب منذ وقت مبكر بسبب البداية السيئة له في الدوري التي جعلته يتذيل ترتيب الفرق أسابيع عدة. هذه البداية المتعثرة للنصر رغم الكم الهائل من الصفقات المحلية التي أبرمتها الإدارة النصراوية مع العديد من الأسماء الشابة البارزة التي ينتظرها مستقبل كبير في الكرة السعودية عجلت برحيل المشرف على فريق كرة القدم عبدالرحمن الحلافي، وهو الاسم الأبرز في المشهد النصراوي خلال السنوات الماضية.
مآسي جماهير النصر لم تتوقف عند حال تدهور فريقها فنيًّا بل جاءت القشة التي قصمت ظهر ناديهم بعد أن أصدرت وزارة الرياضة بيانًا، أعلنت فيه إسقاط عضوية رئيس نادي النصر الدكتور صفوان السويكت وحل مجلس إداراته بسبب جملة أخطاء قانونية ومخالفات مالية فاضحة ارتكبتها إدارة السويكت، فندتها الوزارة عبر البيان بشكل واضح ودقيق وشفاف جدًّا.
رغم قسوة البيان الصادر ضد الإدارة النصراوية إلا أن مثل هذا البيان التاريخي أدخل الارتياح داخل الوسط الرياضي كاملاً بأن عمل جميع إدارات الأندية اليوم أصبح تحت مجهر الوزارة، ولن يسمح بتمرير أي خطأ أو مخالفة قانونية من أي رئيس نادٍ مهما كان حجم وتاريخ ناديه وجماهيريته.
لكن السؤال العريض الذي يتردد داخل الشارع الرياضي السعودي هو: يا تُرى، هل جملة هذه المخالفات الجسيمة والخطيرة التي ارتكبتها إدارة السويكت - بحسب بيان الوزارة - كانت ستستمر وتمر مرور الكرام دون كشفها لو أن العضو النصراوي المشتكي لم يتقدم بشكواه بحسب البيان الصادر؟
وهذا يقودنا لتساؤل آخر: ماذا عن بقية مجالس الأندية الأخرى؟ هل يوجد فيها حالات مشابهة لما فعلته إدارة السويكت؟ لذا يجب أن يكون هناك مراجعة دقيقة ومكثفة لعمل جميع إدارات الأندية السعودية من أجل كشف أي تلاعب أو تجاوز يوجد داخل أروقتها داخل الغرف المظلمة والمغلقة من أجل المحافظة على مكتسبات الأندية المادية والمعنوية، ولاسيما في ظل الدعم المادي الكبير الذي تحظى به جميع الأندية السعودية من قِبل قيادتنا الرشيدة، وهو دعم غير مسبوق وتاريخي.