إن من المؤسف كثرة الطلاق بين الكبار فلا العشرة الطويلة شفعت ولا الأولاد ووجودهم حال دون التفرق، علاقات وروابط تتهدم على ماذا؟ تأخذك الحيرة وتتألم عندما تسمع بأخبار كهذه ويزيد الألم عندما تكون النسب كبيرة والسؤال أين لجان الإصلاح، ولماذا تترك الخلافات تتراكم لتشكل معاول هدم في جدار الأسرة فهل غابت ثقافة الاعتذار أو أن الاعتزاز بالنفس جعل كل طرف يتمسك بموقفه، مشكلتنا ترك الأخطاء تتراكم فتنفجر كالبركان مخلفة الدمار والخراب، فالطلاق لم يحدث فجأة بل سبقه الكثير من الأخذ والجدل إلى أن وصل الأمر إلى أبغض الحلال، نحن لا نهون من أمر الطلاق الذي يقع بين الشباب ويجر التعب على الأسر، ولكن نستغرب حدوث ذلك بين كبار مضى على زواجهم عقدان وأكثر من الزمان وصارت بينهما عشرة طويلة وأولاد وعلاقات عائلية وأخيرًا تعريضها للخراب دون تفكير أو تمعن في النتائج.
مثل هذه الفواجع تحدث شروخاً في البناء الاجتماعي لما يحدث عنها من مشكلات سلوكية، فالفراق بين الأبوين لمن كان عندهم أولاد صغار ومراهقون عواقبه وخيمة ولا يأتي بخير، فالدراسات تؤكد أن جملة من الانحرافات تحصل نتيجة افتراق الأبوين، فليتنا نحكم العقل وتغليب المصلحة لتنجو الأسر من التشتت ويعيش الأولاد مع والديهما بأمان.