ائتمنه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية طيب الله ثراه على إدارة دفة الأمور بإمارة منطقة جازان بأربع فترات في مواسم إجازات أمرائها لأربع سنوات.
ولو ألقينا الضوء على شخصية معالي الشيخ سليمان بن عثمان الفالح لاستجلاء حقيقتها وقيمتها الرمزية التي تدور حول الإنسان في ظاهرها، بينما تخفي في باطنها الفلسفة والحكمة والرمز، وفي كل عمل لمعاليه نجد شخصية أو أكثر يتمتع بصفات فريدة تجعل من شخصيته علامة بارزة ونموذجاً لا بد أن يتوقف قارئ خاطرتنا هذه بالتأمل ومزيد من التحليل في شخصية معاليه.
عملت معه في الإمارة في تلك الفترات فنهلت من ثقافته الواسعة وعلمه الغزير وفكره الملهم وطيب معشره ورهافة إحساسه كانعكاس لكل ما هو جميل وراق.
يحمل معاليه في خبيئة وقته طبيعة الأسماء وفي عينه لمعة أفكارها وأسرار نواياها، تجمع عليه الحقيقة.
الشيخ الفالح وزن ثقيل في ميزان الرجال الأفذاذ، شجاعة في الحق لا تخشى شيئاً، صوت عريض كأنه قادم من بعيد وذاهب إلى أبعد يشبه أصوات الطبيعة، يفيض بالأبوة والتواضع والزهد على نحو يثير الإعجاب.
أبو نايف قدوة بارعة بالوصول إلى العقول والاستقرار في القلوب مفكر يشع بالحياة ويذكرنا بأرقى المستويات التي يمكن للإنسان بلوغها، يتضافر في شخصيته مزيج نادر من ثقل المعرفة وخفة الروح والطيبة المتدفقة تصحبه البهجة حتى في أدق المواقف.
يمتلك معاليه عقلية قانونية فقهية فذة، خدم الدين والوطن في كل منصب تقلده وكان خلال فتراته في جازان شديد الارتباط بمشايخ وأدباء ومفكري وأعيان المنطقة معاوناً لهم بالعلم والفكر ولم يبخل على أحد منهم في إسداء النصح كما أوفى الجميع خلال تلك الفترات لاستزاده من علمه الوفير.
أبو نايف شخصية يحاور الظلال ضوءاً ثم لا يكون إلاّ تأريخ عطاء، وأفكار معاليه دائما أولها الظلال وآخرها الثمر.
أبو نايف إنسان رائع يجلب الكبار والصغار أين ما تجده تجدهم. استقبلت المنطقة في فترات إمارته في إمارة جازان بالنيابة الكثير من الوزراء وكبار رجال الدولة وكبار رجال الأعمال في المملكة بدعوة من معاليه في زيارات خاصة لاطلاعهم على جمال طبيعة جازان الجميلة بزرقة البحر وخضرة أشجارها وروائحها الزكية ببياض فلها وجمال كاديها وروعة مناظر نباتاتها العطرية وجزرها المتناثرة وطبيعة جمال جبالها التي تتكؤ على كتف غيمة فتمطر الورد وطيب وكرم أهلها الذين تسبقهم ابتسامتهم وتبادلك تحيتهم.
تقلد معاليه عدة مناصب أهمها نائب لرئيس هيئة التحقيق والادعاء العام بعدها صدر أمر ملكي بتعيينه مستشارًا في وزارة الداخلية. أطال الله في عمره وأدام عليه الصحة والعافية، متمنين لمعاليه حياة سعيدة حافلة بالعطاء المتجدد خدمة لدينه ووطنه.