د.معراج أحمد معراج الندوي
يحتفل العالم في كل بقاعه في الواحد والعشرين من شهر مارس من كل عام بـ”اليوم العالمي للشعر” الذي أعلنته منظمة اليونسكو الداعمة لقيم السلام عام 1999م بهدف تعزيز توجهاتها الهادفة إلى خلق تفاهم وتعايش سلمي بين الثقافات، وإقامة روابط حضارية بين الشعوب والدول على أساس سلمي ثابت.
ونظرًا لقدرة الشعر على تحريك الشعوب، وتمكنه من تحويل كلمات قصائده البسيطة إلى حافز كبير للحوار والسلام، خصصت منظمة “اليونسكو” الـ21 من مارس من كل عام يومًا للاحتفال بالشعر العالمي.
ترى منظمة “اليونسكو” أن الشعر هو مرآة صادقة لحياة البشرية، وسجل لتاريخها في جميع الميادين الفكرية والسياسية والعاطفية والوقائع.
الشعر إحدى اللغات المشتركة في العالم التي تعبر عن التشارك في الأحاسيس والمشاعر، كما يُعد حجر الأساس في الحفاظ على الهوية والتقاليد الثقافية على مر العصور. يتميز الشعر بقدرته الفائقة على التواصل الأكثر عمقًا للثقافات المتنوعة.
الشعر هو أحد أشكال التعبير، ويخاطب القيم الإنسانية التي تتقاسمها كل الشعوب. الشعر يحوّل كلمات قصائده البسيطة إلى حافز كبير للحوار والسلام والأخوّة والمحبة. والشعر ما زال ينشد للحرية والعدل والسلام والمحبة والأخوة والصداقة والتسامح والتصالح وهموم الإنسانية.
الشعر يفصح عن المعاني التي في الصدور، ويوضح الأفكار التي في الألباب، ويبيّن المكنونات المختلجة في النفوس، وهو الكائن الشعوري الذي نعيش به، يتسلل إلى الزوايا المظلمة في الحياة الإنسانية، ويشعل القبس الذي ينير الحياة، ويعطيها المعنى، ويفرد الروح بالمحبة على وسع الكون.
الشعر يستطيع أن يعيد اكتشاف الإنسانية، ويعكس هويتها وطبيعتها المشتركة، ويخاطب القيم الإنسانية التي تتقاسمها كل الشعوب والأمم في مشارق الأرض ومغاربها.
يساهم الشعر في توسيع آفاق إنسانيتنا المشتركة، ويساعد على تعزيزها وترسيخها، ويجعلها أكثر تضامنًا وإدراكًا لكينونتها. كما يتيح الشعر إيجاد حيز لنوازع الحرية والمغامرة المتأصلة في النفس البشرية.
** **
الأستاذ المساعد - قسم اللغة العربية وآدابها - جامعة عالية - كولكاتا - الهند